(م) ثم ان الاقسام الستة كلها مشتركة فى استحقاق الفاعل للمذمة من حيث خبث ذاته وجرأته وسوء سريرته وانما الكلام فى تحقق العصيان بالفعل المتحقق فى ضمنه التجرى وعليك بالتامل فى كل من الاقسام قال الشهيد قدسسره فى القواعد لا يؤثر نية المعصية عقابا ولا ذما ما لم يتلبس بها وهو مما ثبت فى الاخبار العفو عنه ولو نوى المعصية وتلبس بما يراه معصية فظهر خلافها ففى تأثير هذه النية نظر من انها لما لم يصادف المعصية صارت كنية مجردة وهو غير مؤاخذ بها ومن دلالتها على انتهاك الحرمة وجرأته على ـ
(ش) حاصل ما افاده قدسسره ان الاقسام المتصورة فى التجرى كلها تدل على استحقاق الفاعل للمذمة من جهة خبث باطنه وجرأته وسوء سريرته على تفاوت بين الاقسام الستة شدة وضعفا اذ لا ينبغى الارتياب فى حكم العقل بقبح الاقدام على العمل الصادر عن اعتقاد المعصية واستحقاق المذمة وانما البحث والخلاف فى تحقق المعصية بالفعل المتجرى به والبحث عن هذه الجهة قد تقدم فيما سبق فلا حاجة الى التكرار قال الشهيد قدسسره فى القواعد لا يؤثر نية المعصية عقابا ولا ذما يعنى لا نوجب فعلية العقاب والذم كما هو المستفاد من الاخبار الدالة على العفو ولو قصد المعصية واقدم وتلبس بما اعتقده معصية فتبين خلافها ففى تأثير هذه النية نظر من ان النية فى فرض عدم المصادفة المعصية صارت كنية مجردة فيكون غير مؤاخذ بها ومن حيث ان قصد المعصية والتلبس بها يدل على انتهاك الحرمة وجرأته علي المعاصى.
قوله وقد ذكر بعض الاصحاب الخ يمكن ان يكون وجه الحرمة عندهم لاجل بعض الاخبار الدالة على ان من تشبه بقوم فهو منهم وما دل على النهى عن هتك حرمة الشرع وغير ذلك.
قوله ويتصور محل النظر فى صور الخ اقول انه لا يخفى عليك ان تكثير الصور اشارة الى اقسام المحرمات فالاولان من قبيل الاعراض والفرق بينهما ان الحرمة فى الاول ذاتية بحسب الاعتقاد وفى الاخرى عرضية والثالثة والرابعة من الاموال والخامسة من النفوس والحاصل ان جعل ما عدا الصورة الثانية بل جميعها حتى الثانية من موارد محل النظر محل تأمل ونظر لان الظن فى غير الصورة الثانية مطابق للاصول ـ