ـ انه متصل واحد غير مركب من الاجزاء بالفعل قابل للانقسام الى غير النهاية فذهب الاشراقيون إلى انه جوهر بسيط لا تركب فيه بحسب الخارج اصلا قابل لطريان الاتصال والانفصال عليه مع بقائه فى الحالين بذاته وذهب المشائيون الى ان هذا الجوهر متصل حال فى جوهر آخر يسمى بالهيولى والمادة واعلم ان المتكلمين هم الذين يبحثون عن المبدا والمعاد على نحو يطابق الشرع والحكماء هم الذين يبحثون عن المبدا والمعاد بلا تقييد البحث بمطابقة الشرع واما الصورة فهى جوهر يكون الشىء شيئا بها بالفعل وهى كما ترى غير ما يطرأ على الاجسام من الاشكال والابعاد وان اطلق عليها الصورة فى اطلاق إلّا ان المراد بها فى المقام غير هذا الاطلاق كيف وقد عرفت ان تلك من اقسام الجواهر وهذه من مقولة العرض وهذا امر معلوم لا خفاء فيه عند من له ادنى خبرة.
ثم ان لكل من القول بتركب الجسم عن الهيولى والصورة وعدم تركبه عنهما حججا كثيرة مذكورة فى محلها إحداها ما اشار اليه المحدث الامين الأسترآباديّ فى فوائده المدنية من برهان الفصل والوصل وحاصله ان الجسم متصل فى ذاته بعد بطلان تركبه من الجزء الذى لا يتجزى ومن الاجرام الصغار الصلبة الذيمقراطيسية ولا ريب ان هذا الجوهر المتصل فى ذاته الذى كان بلا مفصل اذا طرأ عليه الانفصال انعدم وحدث هناك جوهر ان متصلان فى ذاتيهما فلا بد هناك من شىء آخر مشترك بين المتصل الاول وبين هذين المتصلين ولا بد ان يكون ذلك الشىء باقيا فى الحالتين وإلّا لكان تفريق الجسم الى جسمين اعداما للجسم بالكلية وايجادا لجسمين آخرين من كتم العدم والضرورة تقتضى بطلانه هذا ملخص ما افاده (ب د)
قوله وعلى هذه المقدمة بنوا اثبات الهيولى حيث قالوا لو لم يكن هناك جوهر واحد عند طرو الاتصال والانفصال قابل لهما جميعا كان طرو الانفصال على ماء كوز مثلا اعداما لذلك الماء من أصله وايجاد الماءين آخرين من كتم العدم والضرورة قاضية بخلافه قوله فى انه ليس اعداما للشخص الاول وانما انعدمت صفة من صفاته الخ اشارة الى بحث محكى عن شيخ الاشراقيين حاصله ان بناء برهان الفصل والوصل على ـ