أو الإشارة أو القذف
في الروع أو أي شيء غير التكليم ، فنص الآية واضح الدلالة على أن المراد ( أن هذا الكلام هو من جنس الكلام المعقول لدينا الذي يشتق من التكلم ، على خلاف ما قال به بعض المفسرين والمتكلمين (١)
، وكون التكليم من وراء حجاب من جنس الكلام المعقول لدينا ، لايقصد به أنه من نوع كلامنا ، وإنّما هو تكليم على نحو خاص ، لأنّ الكلام لايصدر عنه تعالى عن حد ما يصدر منا ، بخروج الصوت من الحنجرة واعتماده على مقاطع النفس مع ما ينظم إليه من دلالة اعتبارية وضعية متعارف عليها ، وذلك لأنّه تعالى غني عن ذلك ، فهو أجلُّ شأنا وأنزه ساحة من أن يتجهز بالتجهيزات الجسمانية أو يستكمل بالدعاوى الوهمية الاعتبارية ) (٢).
قال تعالى : ( .. لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .. )
(٣). وقد أكد أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام هذا المعنى في قوله
: «
لا يشبه شيء من كلامه تعالى كلام البشر ، فكلام الله تبارك وتعالى صفته ، وكلام البشر أفعالهم ، فلا تشبه كلام الله بكلام البشر فتهلك وتضل »
(٤). أما الحجاب الذي يكون التكليم من ورائه
، فيكاد يكون أهم أسباب الخلاف في مسائل التجسيم والرؤية ، وتكاد الآراء فيه تتبلور في ما يلي : ١ ـ
من المفسرين من ذهب إلى أن المراد بالحجاب في الآية أن يكون الكلام مخصوصاً بالمكلم وحده ، ومحجوباً عن غيره. ________________
(١) انظر : التبيان ٣ : ٣٩٤.
(٢) الميزان / الطباطبائي ٢ : ٣٣١.
(٣) سورة الشورى : ٤٢ / ١١.
(٤) انظر : التوحيد / الصدوق : ٢٦٤.