بِالْحَقِّ ) (١).
٢ ـ أن يكون النزول اختراقاً للحجب بين العالمين عالم الملأ الأعلى : وهو عالم الملائكة (٢) ، وعالم البشر السفلي. قال تعالى : ( ... وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ... ) (٣) ، وقال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ... ) (٤).
٣ ـ ارتباط معنى النزول بالعلو والسفل الماديين ، إذ يرتبط النزول بالسماء كما يرتبط نزول أشياء أخرى من السماء ، قال تعالى : ( ... أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ ... ) (٥).
وعموماً فإنّ نزول القرآن الكريم كان يرد دائماً منسوباً إلى ملك الوحي والذي يعبر عنه القرآن بعدة صيغ تتمثل بالآتي :
١ ـ جبريل عليهالسلام كما قال تعالى : ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ ... ) (٦).
٢ ـ الروح الأمين قال تعالى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ) (٧). وقد أجمع المفسرون تقريباً على أن المراد بالروح الأمين هنا هو جبريل عليهالسلام ، ومنهم جمع من أوائل المفسرين كابن عباس والحسن
________________
(١) سورة الحجر : ١٥ / ٨.
(٢) التبيان / الطوسي ٨ : ٥٧٩.
(٣) سورة الأنعام : ٦ / ٨.
(٤) سورة الفرقان : ٢٥ / ٢١.
(٥) سورة آل عمران : ٣ / ١٢٤.
(٦) سورة البقرة : ٢ / ٩٧.
(٧) سورة الشعراء : ٢٦ / ١٩٣.