وقتادة والضحاك وابن
جريج وغيرهم (١).
وقال المفسرون في وصفه بالأمين : إنه أمين الله لا يغيره ( الوحي ) ولا يبدله (٢). ٣ ـ
الرسول الكريم : قال تعالى : (
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ *
ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ *
مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ )
(٣). ويلاحظ هنا ما يتسق
مع الآية الأولى في وصف الملك ( بالأمين ). ٤ ـ
الروح القدس : قال تعالى : (
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا )
(٤). والقدس هنا يقصد به
الطهارة والنزاهة ، فالمقصود بوصفه بالروح القدس أنه روح طاهرة عن قذارات المادة ، نزيهة عن الخطأ والغلط والضلال (٥). ومما يلاحظ أيضاً في القرآن الكريم أنه
في حالة الوحي يرد ذكر الروح بمصداقين هما : الأوّل :
وصف الملك الذي يلقي الوحي إلى النبي صلىاللهعليهوآله
بذلك ، ودل عليه ما سبق من وصفه بالروح الأمين والروح القدس ، وفي هذا الوصف بالروح عدة آراء : فإما أنه تحيا به الأرواح بما ينزل من البركات ، أو لأنّ جسمه روحاني ، أو أن الحياة أغلب عليه فكأنه روح كله ، أو أنه يحيا به الدين (٦). ________________
(١) التبيان / الطوسي ٨ : ٦٢.
(٢) مجمع البيان / الطبرسي ٤ : ٢٠٤.
(٣) سورة التكوير : ٨١ / ١٩ ـ ٢١.
(٤) سورة النحل : ١٦ / ١٠٢.
(٥) الميزان ١٢ : ٣٤٦.
(٦) التبيان ٨ : ٦٢ ، ومجمع البيان ٤ : ٢٠٤.