قَحْطَانَ ، وهو اللسان القديم ، والْعَرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم ، ويقال أقامت قريش بِعَرَبَةَ فنسب العرب إليها. و « عَرَبَةُ » بالتحريك : ناحية بقرب الهندية. وصلاة الْأَعْرَابِيِ هي عشر ركعات كالصبح والظهرين اثنتان بتسليم وثمان بتسليمتين. والنسبة إلى الْعَرَبِ ـ أعني سكان الأمصار ـ عَرَبِيٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ : « مَنْ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ فَهُوَ عَرَبِيٌ ».
وفِيهِ « النَّاسُ ثَلَاثَةٌ عَرَبِيٌّ وَمَوْلًى وَعِلْجٌ ، فَأَمَّا الْعَرَبُ فَنَحْنُ ، وَأَمَّا الْمَوْلَى فَمَنْ وَالانَا ، وَأَمَّا الْعِلْجُ فَمَنْ تَبَرَّأَ مِنَّا وَنَاصَبَنَا ».
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « فَنَحْنُ قُرَيْشٌ وَشِيعَتُنَا الْعَرَبُ ، وَعَدُوُّنَا الْعَجَمُ ».
ومن هنا جاء تفضيل الْعَرَبِ على العجم لأنهم أشرف المخلوقين واتصفوا بهذا الوصف. وفِيهِ : « لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ».
يروى بالعين المهملة يعني الالتحاق ببلاد الكفر والإقامة بها بعد المهاجرة عنها إلى بلاد الإسلام ، وكان من رجع من الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد. وفي كلام بعض علمائنا : الْمُتَعَرِّبُ بعد الهجرة في زماننا هذا أن يشتغل الإنسان بتحصيل العلم ثم يتركه ويصير منه غريبا.
وَرُوِيَ « الْمُتَعَرِّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ التَّارِكُ لِهَذَا الْأَمْرِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ ».
وَفِي الْخَبَرِ « مِنَ الْكُفْرِ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ».
و « عَرُبَ » بالضم : إذا لم يلحن. وعَرِبَ يَعْرَبُ من باب تَعِبَ : فصح بعد لكنة في لسانه. وأَعْرَبْتُ الحرف : أوضحته ، وقيل الهمزة للسلب ، أي أزلت إبهامه. و « الْإِعْرَابُ » بكسر الهمزة : الإبانة والإيضاح ، ومِنْهُ الْحَدِيثُ « أَعْرِبُوا أَحَادِيثَنَا فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ » (١).
ومنه الْخَبَرُ « أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ ». أي
__________________
(١) سفينة البحار ج ٢ ص ١٧٢.