أي لِغَيْبِ أزواجهن ، أي حافظات لما يكون بينهن وبين أزواجهن في الخلوات من الأسرار ( بِما حَفِظَ اللهُ ) أي بما حفظهن الله حين أوصى لهن الأزواج وأوجب لهن عليهم المهر والنفقة ، فالباء للمقابلة والجزاء. قوله : ( يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) [ ٢ /٣ ] يعني يؤمنون بالله تعالى لأنه لا يرى ، وقيل إنه بما غَابَ من أمر الآخرة وإن كان محصلا في القلوب. قوله : ( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) [ ١١ / ١٢٣ ] أي علم غَيْبِهَا قوله : ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) [ ٧٢ / ٢٦ ]
عَنِ الْبَاقِرِ (ع) قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالَى عَالِمٌ بِمَا غَابَ عَنْ خَلْقِهِ فِيمَا يَقْدِرُ مِنْ شَيْءٍ وَيَقْضِيهِ فِي عِلْمِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ ، وَقَبْلَ أَنْ يُفْضِيَهُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ فَذَلِكَ عِلْمٌ مَوْقُوفٌ عِنْدَهُ إِلَيْهِ فِيهِ الْمَشِيَّةُ ، فَيَقْضِيهِ إِذَا أَرَادَ وَيَبْدُو لَهُ فِيهِ فَلَا يُمْضِيهِ ، وَأَمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يُقَدِّرُهُ اللهُ تَعَالَى وَيُمْضِيهِ وَيَقْضِيهِ فَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ (ص) ثُمَّ إِلَيْنَا » (١).
وَعَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (ع) : خَمْسَةُ أَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ : ( عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ ، وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً ، وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ).
قوله : ( عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ) [ ٦ / ٧٣ ] أي المعدوم والموجود ، وقيل ما غَابَ عن الخلق وما شاهدوه والسر والعلانية.
وَعَنِ الْبَاقِرِ (ع) : « مَا لَمْ يَكُنْ ثُمَّ كَانَ ».
قوله : ( وَما مِنْ غائِبَةٍ ) [ ٢٧ / ٧٥ ] أي ما من شيء شديد الْغَيْبُوبَةِ والخفاء ( فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) قوله : ( عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) [ ٥ / ١٠٩ ] هو جمع غَيْبٍ ، وهو ما غَابَ عنك. قوله : ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) [ ٤٩ / ١٢ ] يقال اغْتَابَهُ اغْتِيَاباً : إذا وقع فيه ، والاسم : « الْغِيبَةُ » بالكسر ، وهو أن يتكلم خلف إنسان مستور بما
__________________
(١) الكافي ج ١ ص ٢٥٦.