( حِينَ تَقُومُ ) أي للتهجد ، والمراد بالساجدين المصلون ، وتَقَلُّبُهُ فيهم تصرفه فيما بينهم بقيامه وركوعه وسجوده وقعوده إذا أمهم ، وقيل معناه وتَقَلُّبُكَ في الساجدين في الأصلاب أصلاب الموحدين حتى أخرجك. قال الشيخ أبو علي : وهو المروي عن أئمة الهدى (ع). قوله : ( وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ ) [ ٩ / ٤٨ ] أي يبغون لك الغوائل. قوله : ( تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ) [ ٢٤ /٣٧ ] أي تضطرب من الهول والفزع وتشخص ، أو تَتَقَلَّبُ أحوالها فتفقه القلوب وتبصر الأبصار بعد أن كانت لا تفقه ولا تبصر. قوله : ( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) [ ٢ / ١٤٤ ] أي تردد وجهك وتصرف نظرك تطلعا للوحي. قوله : ( وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) [ ٤٣ / ١٤ ] أي راجعون إليه ، والِانْقِلَابُ : الانصراف.
وَفِي الْحَدِيثِ : « قَلْبُ الْإِنْسَانُ مُضْغَةٌ مِنْ جَسَدِهِ ».
وفِيهِ أَيْضاً : « الْقَلْبُ مَا فِيهِ إِيمَانٌ وَلَا كُفْرٌ شِبْهُ الْمُضْغَةِ » (١).
والمضغة : هي القطعة من اللحم. وفِيهِ : « الْقَلْبُ أَمِيرُ الْجَوَارِحِ وَلَا تَصْدُرُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ ».
وفِيهِ « إِنَ الْقُلُوبَ أَرْبَعَةٌ : قَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ إِذَا أَدْرَكَ الْمَوْتُ صَاحِبَهُ عَلَى نِفَاقِهِ هَلَكَ وَإِنْ أَدْرَكَهُ عَلَى إِيمَانِهِ نَجَا ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ وَهُوَ قَلْبُ الْمُشْرِكِ ، وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ هُوَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ ، وَقَلْبٌ أَزْهَرُ أَجْرَدَ وَهُوَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ إِنْ أَعْطَاهُ اللهُ شَكَرَ وَإِنِ ابْتَلَاهُ صَبَرَ » (٢).
والْقَلْبُ : هو الفؤاد ، وقيل هو أخص منه ، وقيل هما سواء. والجمع « قُلُوبٌ » مثل فلس وفلوس.
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٤٢٠.
(٢) هذا الحديث مع شرحه مذكور في رواية في الكافي ج ٢ ص ٤٢٢ بغير هذا الترتيب.