قومهم أن يصدقوهم وتيقنوا أنهم ، وبالتخفيف أي فلما استيأس الرسل إيمان القوم وظن القوم أن الرسل كَذَبُوهُمْ فيما وعدوهم ( جاءَهُمْ نَصْرُنا ). قوله : ( وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ) [ ١٢ / ١٨ ] أي مَكْذُوبٌ فيه ، فسمي الدم بالمصدر. قوله : ( لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ) [ ٥٦ / ٢ ] هو اسم يوضع موضع المصدر كالعافية والعاقبة والباقية. قوله : ( ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ ) [ ٩٦ / ١٦ ] أي صاحبها كَاذِبٌ خاطىء ، كما يقال نهاره صائم وليله قائم ، أي هو صائم في يومه قائم في ليله. قوله : ( سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) [ ٢٧ / ٢٧ ] الْكَاذِبُ خلاف الصادق ، ومنه الآية. قوله : ( وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ ) [ ٦٣ / ١ ] والمعنى ـ على ما قيل لَكَاذِبُونَ في الشهادة وادعائهم مواطأة قلوبهم ألسنتهم ، فَالتَّكْذِيبُ راجع إلى قولهم ( نَشْهَدُ ) باعتبار تضمنه خبرا كَاذِباً وهو أن شهادتهم صادرة عن صميم القلب وخلوص الاعتقاد بشهادة تأكيدهم الجملة الاسمية ، وقيل غير ذلك. قوله : ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) [ ٩٢ / ٩ ] يأتي تفسيره في « عسر » إن شاء الله تعالى. قوله : ( يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبُ ) [ ٦ / ٢٧ ] يجيء في « ردد » إن شاء الله.
وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ (ص) « كَثُرَتْ عَلَيَ الْكَذَّابَةُ » (١).
بالتشديد مبالغة ، والجار إما متعلق به أو بكثرت على تضمين اجتمعت ونحوه. وكَذَبَ كِذْباً وكَذِباً ، فهو كَاذِبٌ وكَذَابٌ وكِذَّابٌ بالتشديد وكَذُوبٌ وكُذَبَةٌ كهمزة. والْكِذْبُ : هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو فيه سواء العمد والخطإ ، إذ لا واسطة بين الصدق والْكِذْبُ على المشهور ، والْكِذْبُ هو الانصراف عن الحق وكذلك الإفك. والكلام ثلاثة : صدق
__________________
(١) سفينة البحار ج ٢ ص ٤٧٤.