الشَّمْسُ ».
أي تغيب. و « الْوَجْبَةُ « بفتح واو وسكون جيم : الهدة وصوت السقوط. ومنه الْحَدِيثُ : « سَمِعَ رَسُولُ اللهِ (ص) وَجْبَةً فَإِذَا هُوَ جَبْرَئِيلُ ».
والْوَجْبَةُ : التعظيم والتكريم. ومنه « يَا عَلِيُّ مَنْ لَمْ يُوجِبْ لَكَ فَلَا تُوجِبْ لَهُ وَلَا كَرَامَةَ » (١).
وَفِي الْحَدِيثِ : « عَلَيْكُمْ بِالْمُوجِبَتَيْنِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ، ثُمَّ فَسَّرَهُمَا بِأَنْ قَالَ : « تَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ النَّارِ ».
وبصيغة اسم الفاعل أو المفعول ، أي اللتان يُوجِبَانِ حصول مضمونهما ، أو اللتان أَوْجَبَهُمَا الشارع ، أي استحبهما استحبابا مؤكدا ، فعبر عنه بِالْوُجُوبِ كما يقال للرجل « حقك عليَ وَاجِبٌ ». وأَوْجَبَ الرجل : إذا عمل عملا يُوجِبُ الجنة أو النار. والْمُوجِبَةُ : الكبيرة من الذنوب. ومنه حَدِيثُ الْحَاجِ : « وَلَا تُكْتَبُ عَلَيْهِ السَّيِّئَاتُ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ بِمُوجِبَةٍ ».
وَفِي الْحَدِيثِ : « السَّاعِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَشْفَعُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْإِيجَابِ ».
أي القبول ، يعني أن الله تعالى يثبت لهم الشفاعة. و « عسى في القرآن مُوجِبَةٌ » أي محتمة فيه من غير ترج. والْمُوجِبَاتُ : الأمور التي أَوْجَبَ الله عليها العذاب والرحمة والجنة. ومنه الدُّعَاءُ « أَسْأَلُكَ بِمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ ».
والْإِيجَابُ والْوُجُوبُ متقاربان في المعنى ، وقال بعض الأفاضل : الفرق بينهما كالفرق بين الضارب والمضروب ، فالضارب هو المؤثر في الضرب ، والمضروب هو المؤثر فيه ، فالضارب اسم اشتق لذات والمعنى قائم بغيرها ، والْإِيجَابُ معناه التأثير ، والْوُجُوبُ هو حصول الأثر ، فكان الله تعالى لما أَوْجَبَ علينا شيئا وَجَبَ ، فالأول يقال له الْإِيجَابُ والثاني الوُجُوبُ.
(وصب)
قوله تعالى : ( وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ )
__________________
(١) من لا يحضر ج ٤ ص ٢٥٥.