الرَّجُلُ الْجَلَبَ ».
وهو الذي يُجْلَبُ من بلد إلى بلد. وفِيهِ أَيْضاً : « لَا تَتَلَقَّوُا الْجَلَبَ ».
أي المَجْلُوبَ الذي جاء من بلده للتجارة.
وَفِي حَدِيثِ مَكَّةَ : « إِنَّ الْحَطَّابِينَ وَالْمُجْتَلِبَةَ أَتَوُا النَّبِيَّ فَأَذِنَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا حَلَالاً ».
والمراد بِالْمُجْتَلِبَةِ الذين يَجْلِبُون الأرزاق.
وَفِي الْحَدِيثِ : « إِذَا صَارَ التَّلَقِّي أَرْبَعَ فَرَاسِخَ فَهُوَ جَلَبٌ ».
و « جُلْبَة » بضم الجيم وسكون اللام : الجلدة تعلو الجرح عند البرء. و « جَلَبَةُ الرجال » بفتح الثلاثة : اختلاط الأصوات. وجَلَبْتُ الشيءَ جَلْباً : أخذته. ومنه الدُّعَاءُ « وَاجْلِبْنِي إِلَى كُلِّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يُقَرِّبُنِي مِنْكَ ».
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) : « مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَتَّخِذْ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً » (١).
أي ليزهد في الدنيا وليصبر على الفقر والقلة ، وكنى بالجِلْبَاب عن الصبر لأنه يستر الفقر كما يستر الجِلْبَابُ البدن ، وقيل إنما كنى به عن اشتماله بالفقر ، أي فليلبس إزار الفقر ، ويكون منه على حالة تعمه وتشمله لأن الغناء من أحوال أهل الدنيا ، ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت (ع). وفِيهِ « مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الْحَيَاءِ فَلَا غِيْبَةَ لَهُ » (٢).
كنى بالحياء عن الثوب لأنه يستر الإنسان من المعايب كما يستر الثوب البدن ، ومعنى لا غيبة له جواز اغتيابه في الظاهر.
وَفِي الْخَبَرِ « كَانَ عَلِيٌّ (ع) إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ مِنْ الْجُلَّابِ فَأَخَذَ بِكَفِّهِ الْجُلَّابَ ».
الجُلَّاب كرمان : ماء الورد ، معرب ـ قاله في القاموس. وفيه دلالة على استحباب استعماله.
(جنب)
قوله تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا ) [ ٥ / ٦ ] الجُنُب بضمتين : من
__________________
(١) سفينة البحار ج ١ ص ١٦٤ وفيه » فليُعِدَّ للفقر ».
(٢) تحف العقول ص ٤٤.