كل بُرْجٍ منها شهرا ، وجواب القسم محذوف تقديره : أن الأمر حق في الجزاء على الأعمال ، وقيل جواب القسم ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ) الآية ، وقيل قوله : ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ) ـ انتهى (١).
وَفِي الْحَدِيثِ : « لِلشَّمْسِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ بُرْجاً ».
وجمع « الْبُرْجِ » الْبُرُوجُ وأَبْرَاجٌ. والْبُرُوجُ التي للربيع والصيف الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة ، وبُرُوجُ الخريف والشتاء الميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والسمكة.
وَعَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ص : ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى عِبَادَةٌ ، وَذِكْرِي عِبَادَةٌ ، وَذِكْرُ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ، وَذِكْرُ الْأَئِمَّةِ [ مِنْ وُلْدِهِ ] عِبَادَةٌ ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ وَجَعَلَنِيَ خَيْرَ الْبَرِيَّةِ إِنَّ وَصِيِّي لَأَفْضَلُ الْأَوْصِيَاءِ ، وَإِنَّهُ لَحُجَّةُ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ وَخَلِيفَتُهُ عَلَى خَلْقِهِ ، وَمِنْ وُلْدِهِ الْأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ بَعْدِي ، بِهِمْ يَحْبِسُ اللهُ الْعَذَابَ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَبِهِمْ ( يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ [ إِلَّا بِإِذْنِهِ ] ) ، وَبِهِمْ يُمْسِكُ الْجِبَالَ ( أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ) ، وَبِهِمْ يَسْقِي خَلْقَهُ الْغَيْثَ ، وَبِهِمْ يُخْرِجُ النَّبَاتَ ، أُولَئِكَ أَوْلِيَاءُ اللهِ حَقّاً وَخُلَفَاؤُهُ صِدْقاً ، عِدَّتُهُمْ عِدَّةُ الشُّهُورِ ، وَهِيَ ( اثْنا عَشَرَ شَهْراً ) ، وَعِدَّتُهُمْ عِدَّةُ نُقَبَاءِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ( وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) ثُمَّ قَالَ : أَتَزْعُمُ يَا بْنَ عَبَّاسٍ أَنَّ اللهَ يُقْسِمُ بِـ ( السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) وَيَعْنِي بِهِ السَّمَاءَ وَبُرُوجَهَا؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا ذَاكَ؟ قَالَ : أَمَّا السَّمَاءُ فَأَنَا ، وَأَمَّا الْبُرُوجُ فَالْأَئِمَّةُ بَعْدِي أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ وَآخِرُهُمُ الْمَهْدِيُّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ (٢).
قوله تعالى : ( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ) [٣٣ /٣٣ ] أي لا تبرزن محاسنكن وتظهرنها ، وَ ( الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ) هِيَ الْقَدِيمَةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ ،
__________________
(١) البرهان ج ٤ ص ٤٥٥ والزّيادات منه.
(٢) مجمع البيان ج ٥ ص ٤٦٤ ـ ٤٦٦ ، والكلام المنقول هنا مختصر عمّا ذكر في المجمع.