من الحب اليابس ويخرج الحب اليابس من النبات الأخضر. قوله لإبليس : ( اخْرُجْ مِنْها ) [ ٧ / ١٨ ] قال المفسر : أي من الجنة أو من السماء أو من المنزلة الرفيعة (١). قوله : ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ ) [ ٢٣ / ٧٢ ] معناه أم تسألهم أجرا على ما جئت به فأجر ربك خير وثوابه خير. قوله : ( فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً ) [ ١٨ / ٩٤ ] أي جُعْلا. قوله : ( كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها ) [ ٢٢ / ٢٢ ] الآية.
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ : قُلْتُ لَهُ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ خَوِّفْنِي فَإِنَّ قَلْبِي قَدْ قَسَا. فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اسْتَعِدَّ لِلْحَيَاةِ الطَّوِيلَةِ فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (ص) وَهُوَ قَاطِبٌ وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَجِيءُ وَهُوَ مُتَبَسِّمٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : يَا جَبْرَئِيلُ جِئْتَنِي الْيَوْمَ قَاطِباً؟ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ قَدْ وَضَعْتُ مَنَافِخَ النَّارِ. قَالَ : وَمَا مَنَافِخُ النَّارِ يَا جَبْرَئِيلُ؟ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَ بِالنَّارِ فَنُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ [ حَتَّى ابْيَضَّتْ وَنُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ ] حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ نُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ، لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الضَّرِيعِ قَطَرَتْ فِي شَرَابِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتَ أَهْلُهَا مِنْ نَتْنِهَا ، وَلَوْ أَنَّ حَلْقَةً وَاحِدَةً مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي طُولُهَا ( سَبْعُونَ ذِراعاً ) وُضِعَتْ عَلَى الدُّنْيَا لَذَابَتْ مِنْ حَرِّهَا وَلَوْ أَنَّ سِرْبَالاً مِنْ سَرَابِيلِ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْ رِيحِهِ وَوَهَجِهِ. قَالَ : فَبَكَى رَسُولُ اللهِ وَبَكَى جَبْرَئِيلُ فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمَا مَلَكاً فَقَالَ لَهُمَا : إِنَّ رَبَّكُمَا يُقْرِئُكُمَا السَّلَامَ وَيَقُولُ قَدْ أَمَّنْتُكُمَا أَنْ تُذْنِبَا ذَنْباً أُعَذِّبُكُمَا عَلَيْهِ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام : فَمَا رَأَى رَسُولُ اللهِ (ص) جَبْرَئِيلَ مُتَبَسِّماً بَعْدَ ذَلِكَ (٢).
قوله : ( كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ ) [ ٨ / ٥ ] أي دعاك إلى الخروج وأمرك
__________________
(١) مجمع البيان ج ٢ ص ٤٠٥.
(٢) البرهان ج٣ ص ٨١ والزيادة منه.