به وحملك عليه ، قيل هو مجاز القسم ، كقولك » والذي أخرجك ربك ». قوله : ( غَيْرَ إِخْراجٍ ) [ ٢ / ٢٤٠ ] يعني في المعتدة. إن قيل : إنه يدل على أنه لا تعتد إلا في مسكن الزوج؟ أجيب : بأن الْإِخْرَاجَ غير الْخُرُوجِ فلها الْخُرُوجُ وليس له الْإِخْرَاجُ. قوله : ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) [ ٥٥ / ٢٢ ] أي كبار اللؤلؤ وصغاره ، وقيل المَرْجَان خرز أحمر كالقضبان ، وقرىء يُخْرِجُ من أَخْرَجَ ، وقال (مِنْهُمَا ) وإنما يَخْرُجَانِ من الملح لأنهما لما التقيا صارا كالشيء الواحد ، فكأنه قال : يَخْرُجُ من البحر ولا يَخْرُجَانِ من جميع البحر ولكن من بعض ، كما تقول » خَرَجْتُ من البلد » وإنما خَرَجْتَ من بعضه ، وقيل إنهما يَخْرُجَانِ من ملتقى الملح والعذب ـ كذا في تفسير الشيخ أبي علي (١). وفِي كِتَابِ قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَمَاءِ الْبَحْرِ ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ فَتَحَتِ الْأَصْدَافُ أَفْوَاهَهَا فَيَقَعُ فِيهَا مِنَ الْمَطَرِ فَيَخْلُقُ اللهُ اللُّؤْلُؤَةَ الصَّغِيرَةَ مِنَ الْقَطْرَةِ الصَّغِيرَةِ وَاللُّؤْلُؤَةَ الْكَبِيرَةَ مِنَ الْقَطْرَةِ الْكَبِيرَةِ.
وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ : عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ بَحْرَانِ عَمِيقَانِ لَا يَبْغِي أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قَالَ : الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ (٢).
قوله : ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها ) [ ١٦ / ٦٩ ] وإن كانت تلقيه من أفواهها كالريق لئلا يظن أنه ليس من بطنها. قوله : ( ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) [ ٥٠ / ٤٢ ] قيل هو اسم من أسماء يوم القيامة.
وَفِي الْخَبَرِ « بَلَغْنَا مَخْرَجَ النَّبِيِّ (ص) ».
أي خُرُوجَهُ من المدينة المشرفة.
وَفِي حَدِيثِ الْأُتْرُجَّةِ » طَيِّبٌ رِيحُهَا
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ ص ٢٠١.
(٢) تفسير عليّ بن إبراهيم ص ٦٥٩.