طَيِّبٌ خَرَاجُهَا ».
أي طعم ثمرها ، تشبيها بِالْخَرَاجِ الذي هو نفع الأرضين وغيرها.
وَفِي حَدِيثِ نَاقَةِ صَالِحٍ « كَانَتْ مُخْتَرَجَةً ».
يعني ناقة مُخْتَرَجَةً إذ أُخْرِجَتْ على خلقة الجمل البختي. و « الْخُرَاجُ » بضم معجمة وكسرها وخفة راء : ما يَخْرُجُ في البدن من القروح والورم ، الواحدة خَرَاجَةٌ ، ومِنْهُ « الْمُحْرِمُ يَخْرُجُ بِهِ الْخَرَاجُ وَالدُّمَّلُ يَبُطُّهُ ».
و « الْخَرَاجُ » بفتح المعجمة فيهما ما يحصل من غلة الأرض ، وقيل يقع اسم الْخَرَاجِ على الضريبة والفيء والجزية والغلة ، ومنه خَرَاجُ العراقين.
وَفِي الْخَبَرِ « ظَهَرَ النَّبِيُّ (ص) عَلَى خَيْبَرَ فَخَارَجَهُمْ عَلَى أَنْ يَتْرُكَ الْأَرْضَ لَهُمْ ».
أي فصالحهم على ذلك وما يقرب منه. و « وَجَدْتُ للأرض مَخْرَجاً » أي مخلصا. وخَرَّجَهُ في الأدب فَتَخَرَّجَ. و « الْمَخْرَجُ » بالفتح مكان خروج الفضلات ـ أعني الكنيف ـ ومنه قَوْلُهُ « إِذَا دَخَلْتَ الْمَخْرَجَ فَقُلْ كَذَا ».
وربما أريد به الْخُرُوجَ كما يقال بئر الْمَخْرَجِ ، فيحمل عليه قوله « رجل مات في بئر مَخْرَجٍ ». والْخُرْجُ ـ بالضم ـ الجوالق ذو أذنين ، وهو عربي. والْخُرُوجُ : ما قابل الدخول ، يقال خَرَجَ خُرُوجاً ، وقد يكون موضع الْخُرُوجِ فيقال « هذا مَخْرَجُهُ » أي موضع خُرُوجِهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْقَوْمُ إِذَا خَرَجُوا فِي سَفَرٍ مِنَ السُّنَّةِ يُخْرِجُوا نَفَقَتَهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ أَطْيَبُ لِأَنْفُسِهِمْ » (١).
والْخَارِجِيُ : واحد الْخَوَارِجِ ، وهم فرقة من فرق الإسلام ، سموا خَوَارِجَ لِخُرُوجِهِم على علي (ع).
ذَكَرَ المؤرخون أَنَّهُ (ع) قَتَلَ مِنْهُمْ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ أَلْفَيْ نَفْسٍ ، وَكَانَ يَدْخُلُ وَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْتَهِيَ وَيَخْرُجُ.
وَذُكِرَ الْخَوَارِجُ عِنْدَ عَلِيٍّ عليه السلام أَكُفَّارٌ هُمْ؟ فَقَالَ : مِنَ الْكُفْرِ فَرُّوا. فَقِيلَ مُنَافِقُونَ؟ فَقَالَ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
__________________
(١) مكارم الأخلاق ص ٢٨٧.