الْعَجَاجَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ مِنَ الدُّمُوعِ ».
يقال نهر عَجَاجٌ للذي لمائه صوت. وفحل عَجَاجٌ في هديره : أي صياح. و « الْعَجَاجُ » بالفتح : الغبار والدخان أيضا. والْعَجَاجَةُ أخص منه.
(عرج)
قوله تعالى : ( وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ ) [ ٤٣ /٣٣ ] أي درجات عليها يعلون ، واحدها « مَعْرَجٌ ». قوله : ( يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) [٣٢ / ٥ ] أي يصعد إليه. قوله : ( مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ) [ ٧٠ /٣ ] أي من عند الله ذي المصاعد والدرج ، جمع « مَعْرَجٍ » ثم وصف المعارج وبعد مداها بالعلو فقال ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) [ ٧٠ / ٤ ] أي إلى عرشه ومهبط أوامره ( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) مما يعده الناس ، وذلك من أسفل الأرضين إلى فوق سبع سماوات ، والمعنى لو قطع الإنسان هذا المقدار الذي قطعته الملائكة في يوم واحد لقطعه في هذه المدة ، وقيل هو يوم القيامة. وقوله : ( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ) [٣٢ / ٥ ] هو من الأرض إلى السماء الدنيا خمسمائة ومنها إلى الأرض خمسمائة ، وقيل إن قوله ( فِي يَوْمٍ ) صلة واقع ، أي يقع في يوم طويل ( مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) من سنينكم ، وهو يوم القيامة إما أن يكون استطال لشدته على الكفار وإما لأنه على الحقيقة ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي (١). قوله : ( حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) [٣٦ /٣٩ ] هو بالضم فالسكون عود أصفر فيه شماريخ الغدق ، فإذا قدم واستقوس شبه به الهلال ، وجمعه « عَرَاجِينُ » وكأنه من انْعَرَجَ الشيء انعطف ، سمي بذلك لِانْعِرَاجِهِ وانعطافه ، ونونه زائدة.
وَفِي حَدِيثِ التَّلْبِيَةِ « لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ لَبَّيْكَ ».
أي ذا المصاعد ، جمع مَعْرَجٍ ، والْمَعْرَجُ والمصعد والمرقى كلها بمعنى ، يريد مَعَارِجَ الملائكة إلى سماء الدنيا. وقيل الْمَعَارِجُ الفواضل العالية. والْعُرُوجُ : الصعود ، يقال عَرَجَ يَعْرُجُ عُرُوجاً ، ومنه « الْمِعْرَاجُ » شبه
__________________
(١) مجمع البيان ج ٤ ص٣٢٦.