وَ ( عَشِيًّا ) صَلَاةُ الْعَصْرِ ، وَ ( حِينَ تُظْهِرُونَ ) صَلَاةُ الظُّهْرِ (١).
قوله : ( سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) [٣٧ / ١٥٩ ] براءة من الله وتنزه منه. ويكون « سُبْحَانَ » بمعنى التحميد ، نحو ( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا ) [ ٤٣ / ١٣ ] ويكون بمعنى التعجب والتعظيم لما اشتمل الكلام عليه نحو : ( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ) [ ١٧ / ١ ]. قوله : ( سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ ) [ ٢٤ / ١٦ ] هو تعجب ممن يقول ذلك ، وأصله أن يذكر عند كل متعجب منه ، لأن كل متعجب يُسَبِّحُ عند رؤية التعجب من صانعه ، ثم كثر ذلك حتى استعمل في كل تعجب. قوله : ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) [ ٢١ / ٢٠ ] يعني الملائكة ، جعل التَّسْبِيحُ لهم كمجرى النفس من بني آدم لا يشغلهم عنه شيء. ويجيء في « ملك » مزيد بحث لهذا إن شاء الله تعالى.
وَفِي الْحَدِيثِ » أَتَى رَجُلٌ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ وَمَا وَصَفَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) ثُمَّ قَالَ ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) كَيْفَ لَا يَفْتُرُونَ وَهُمْ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام : إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ مُحَمَّداً أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَقَالَ : نَقِّصُوا مِنْ ذِكْرِي بِمِقْدَارِ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ ، فَقَوْلُ الرَّجُلِ » صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ « فِي الصَّلَاةِ مِثْلُ قَوْلِهِ » سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ».
قوله : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) [ ٥٢ / ٤٨ ] قيل : المراد حين تقوم من مجلسك ، فإنه كان
« سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ ».
وقد مر في « وفى » ما ينبغي أن يكون آخر كلام الإنسان في مجلسه ، وقبل أن يقوم من النوم. وَعَنِ الْبَاقِرِ وَالصَّادِقِ (ع)
__________________
(١) مجمع البيان ج ٤ ص ٢٩٩.