الخيل ، وقيل السَّابِحاتِ سَبْحاً الملائكة جعل نزولها بين السماء والأرض كَالسِّبَاحَةِ. و « التَّسْبِيحُ » الأصل فيه التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص ، فمعنى ( سُبْحانَ اللهِ ) أي برىء الله من السوء تبرئة ، فهو مصدر علم منصوب بفعل مضمر ترك إظهاره كمعاذ الله ، ويطلق على غيره من أنواع الذكر مجازا كالتحميد والتمجيد وغيرهما ولا يكاد يستعمل إلا مضافا.
وَفِي الْحَدِيثِ : سُئِلَ عَنِ ( سُبْحانَ اللهِ )؟ فَقَالَ « إِنْكَافُ اللهِ عَلَى كُلِّ سُوءِ ».
يعني تنزيهه وتقديسه عن الأنداد والأولاد. وفِيهِ وَقَدْ قِيلَ لَهُ مَا مَعْنَى سُبْحَانَ؟ فَقَالَ : تَنْزِيهٌ.
وفِيهِ قَدْ سُئِلَ مَا تَفْسِيرُ ( سُبْحانَ اللهِ )؟ قَالَ « أَنَفَةٌ لِلَّهِ ».
أي تعجُّب ، أما ترى الرجل إذا عَجِبَ من الشيء قال سُبْحَانَ الله ، ومعنى سُبْحَانَ الله وبحمده أنزِّهه عما لا يليق به متلبسا بحمدي له على التوفيق لتنزيهه والتأهل لعبادته. وقالوا في « سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ».
أي سَبَّحْتُكَ سُبْحَاناً ، أي تنزيها من كل نقص ، وبحمدك أي بقوتك سَبَّحْتُكَ لا بقوتي.
وَفِي الدُّعَاءِ « سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ».
قيل نصب على المصدر وكذلك البواقي مثل زنة عرشه ورضا نفسه ونحوها ، والمعنى سَبَّحْتُ الله تَسْبِيحاً يبلغ عدد خلقه وزنة عرشه أي ما يوازنه في القدر والوزانة يقال زنة الجبل أي حذاه في الوزانة والثقل ومعنى رضا نفسه أي ما يقع منه سُبْحَانَهُ موقع الرضا أو ما يرضاه لنفسه.
وَفِي الْحَدِيثِ « لَمَّا نَزَلَ ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) قَالَ ص : « اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ ».
قيل الاسم هاهنا صلة وزيادة ، بدليل أنه كان يقول في ركوعه « سُبْحَانَ ربي العظيم وبحمده » فحذف الاسم ، وهذا على قول من زعم أن الاسم هو المسمى ، ومن قال إنه غيره لم يجعله صلة. و « السُّبْحَةُ » بالضم : خرزات يُسَبَّحُ بها. والسُّبْحَةُ أيضا : التطوع من الذكر والصلاة ، ومنه « قضيت سُبْحَتِي ».