إلى شمال ، وهو موافق قول الفارسي السُّنُوحُ هو الظهور من جانب اليمين. وقد نقل السيد في حاشية الكشاف عن سمرة أن العرب تتشاءم بِالسَّانِحِ لأن معناه ما ولاك مياسره ، وهو يوافق الحديث.
(سوح)
قوله تعالى ( فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ ) [٣٧ / ١٧٧ ] الآية ، أي نزل العذاب بهم ، فكنى بِالسَّاحَةِ عن القوم.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ الْحَاجَّ يَنْزِلُونَ مَعَهُمْ ».
أي مع أهل مكة في سَاحَةٍ هي الفضاء ، وأصلها الفضاء بين المنازل ، يقال سَاحَةُ الحي للرحبة التي يبنون أخبيتهم حولها ، والجمع « سَاحَاتٌ » مثل ساعة وساعات ، وسَاحٌ وسُوحٌ بالضم أيضا.
وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ إِنِّي حَلَلْتُ بِسَاحَتِكَ ».
وهو على التشبيه والاستعارة.
وَفِي الْحَدِيثِ « تَبَاعَدُوا عَنْ سَاحَةِ الظَّالِمِينَ ».
أي لا تتقربوا إليهم بوجه من الوجوه مهما أمكن.
(سيح)
قوله تعالى : ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) [ ٩ / ٢ ] أي سيروا فيها آمنين حيث شئتم ، وأشهر السِّيَاحَةِ شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم.
وَفِي الْحَدِيثِ ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) قَالَ : عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَمُحَرَّمَ وَصَفَرَ وَشَهْرَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ » (١) ،.
ولا يحسب في الأربعة الأشهر العشرة الأيام من ذي الحجة. قوله : سائِحاتٍ [ ٦٦ / ٥ ] يعني صائمات ، والسِّيَاحَةُ في هذه الآية الصوم ، وكأن السَّائِحَ لما كان يَسِيحُ ولا زاد له ، شبه الصائم به لأنهما لا يطعمان بِسِيَاحَتِهِمْ ، وقيل مهاجرات ، وقيل ماضيات في طاعة الله ورسوله.
وَفِي الْحَدِيثِ « لَا سِيَاحَةَ فِي الْإِسْلَامِ ».
قيل هي من في الأرض يَسِيحُ إذا ذهب فيها ، أخذا من سَيْحِ الماء الجاري المنبسط على الأرض ، أراد بها مفارقة الأمصار وسكنى
__________________
(١) البرهان ج ٢ ص ١٠٢.