الأسد مِحْرَابَهُ » أي غيله ، والإمام إذا دخل فيه يأمن من أن يلحق ، فهو حائز مكانا كأنه مأوى الأسد. ويقال : مِحْرَابُ المصلي مأخوذ من المُحَارَبَةِ ، لأن المصلي يُحَارِبُ الشيطان ويُحَارِبُ نفسه بإحضار قلبه.
وَفِي الْحَدِيثِ : « كَانَ عَلِيٌّ (ع) يَكْسِرُ الْمَحَارِيبَ إِذَا رَآهَا فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ : كَأَنَّهَا مَذَابِحُ الْيَهُودِ ».
و « الحَرَبُ » بالتحريك : نهب مال الإنسان وتركه لا مال له. ومنه حَدِيثُ الدُّعَاءِ عَلَى الْعَدُوِّ « اللهُمَّ أَذِقْهُ طَعْمَ الْحَرْبِ وَذُلَّ الْأَسْرِ ».
ومِنْهُ « الْمُؤْمِنُ يُصْبِحُ وَيُمْسِي عَلَى ثَكَلٍ خَيْرٌ لَهُ أَنْ يُصْبِحَ وَيُمْسِيَ عَلَى حَرْبٍ » (١).
وَفِي الْخَبَرِ : « إِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ ، فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرْبٌ ».
بسكون الراء أي يعقب الخصومة والنزاع ، وبفتحها أي السلب. « وحُرِبَ الرجل » بالبناء للمجهول : أخذ جميع ماله. وحُرِبَ حَرَباً من باب تعب كذلك. وحَرِيبَةُ الرجل : ماله الذي يعيش به ، ومنه حَدِيثُ الْمَيِّتِ « أَشْكُو إِلَيْكُمْ دَاراً أَنْفَقْتُ فِيهَا حَرِيبَتِي وَصَارَ سُكَّانُهَا غَيْرِي ».
و « الحَرْبُ » بإسكان الراء واحدة الحُرُوب ، وهي المقاتلة والمنازلة ، لفظها أنثى. يقال : « قامت الحَرْبُ على ساق » إذا اشتد الأمر وصعب الخلاص. وقد تذكر ذهابا إلى معنى القتال. وتصغير الحَرْب « حُرَيْبٌ » بغير هاء و « رجل مِحْرَبٌ » بكسر ميم وفتح راء أي صاحب حَرْبٍ.
وَفِي حَدِيثِ الْأَئِمَّةِ (ع) « أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ».
أي عدو لمن عاداكم والحَرْبَةُ كالرمح تجمع على حِرَابٍ ككلبة وكلاب. و « الحِرْبَاءُ » حيوان أكبر من العظاءة تستقبل الشمس برأسها وتدور معها كيف دارت.
(حزب)
قوله تعالى : ( كُلُ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) [٣٠ /٣٢ ] الحِزْبُ بالكسر فالسكون : الطائفة وجماعة الناس ،
__________________
(١) الكافي ج ٥ ص ٧٢.