قوله : ( فالِقُ الْإِصْباحِ ) [ ٦ / ٩٦ ] بالكسر يعني الصُّبْحَ. قوله : ( فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ) [ ٤١ / ٢٣ ] كأن المعنى صرتم من الخاسرين ، من قولهم « أَصْبَحَ فلان عالما » أي صار عالما. والصَّبِيحَةُ : الصَّبَاحُ. والصَّبَاحُ : خلاف المساء ، وعن ابن الجُوَاليقي الصَّبَاحُ عند العرب من نصف الليل الآخر إلى الزوال ثم المساء إلى آخر نصف الليل الأول ـ هكذا روي عن تغلب
وَفِي الْحَدِيثِ « وَلَيْسَ عِنْدَ رَبِّكَ صَبَاحٌ وَلَا مَسَاءٌ ».
قال علماء الحكمة : المراد أن علمه تعالى حضوري لا يتصف بالمضي والاستقبال كعلمنا ، وشبهوا ذلك بحبل كل قطعة منه على لون في يد شخص يمده على بصر نملة ، فهي لحقارة باصرتها ترى كل آن لونا ثم يمضي ويأتي غيره ، فيحصل بالنسبة إليها ماض وحال ومستقبل ، بخلاف من بيده الحبل ، فعلمه ـ سبحانه ( وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى ) ، بالمعلومات كعلم من بيده الحبل ، وعلمنا بها كعلم تلك النملة ـ كذا ذكره الشيخ البهائي (ره). « صَبَّحَهُ الله بخير » دعاء له. والصَّبَاحَةُ : الجمال. وقد صَبُحَ الوجه ـ بالضم صَبَاحَةً : أشرق وأنار ، فهو صَبِيحٌ وصَبَاحٌ بالضم أيضا. والْمِصْبَاحُ : السراج الثاقب المضيء ويعبر به عن القوة العاقلة والحركات الفكرية الشبيهة بِالْمِصْبَاحِ ، ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « قَدْ زَهَرَ مِصْبَاحُ الْهُدَى فِي قَلْبِهِ ».
وإن شئت قلت فأضاء العلم اليقين في قلبه. والْمُسْتَصْبِحُ : المتخذ لنفسه مِصْبَاحاً وسراجا.
وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى عليه السلام « أَنَّهُ كَانَ يَخْدُمُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ نَهَاراً وَيُصْبِحُ فِيهِ لَيْلاً ».
وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ الْإِسْلَامِ « زاكي الْمِصْبَاحِ ».
لأن الفقه مِصْبَاحُهُ. و « الصَّبُوحُ » بالفتح : الشرب بالغداة خلاف الغبوق. ومنه الْحَدِيثُ وَقَدْ سُئِلَ مَتَى تَحِلُّ الْمَيْتَةُ؟ قَالَ : مَا لَمْ تَصْطَبِحُوا أَوْ تَغْتَبِقُوا.