المراد مالكهما ومدبرهما. ويطلق الرَّبُ على السيد أيضا والْمُرَبِّي والمتمم والمنعم والصاحب ، ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى ، وقد يخفف. قوله : ( رَبِ الْعالَمِينَ ) [ ١ / ١ ] هو توحيد له وتحميد وإقرار بأنه المالك لا غير. قوله : ( أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ ) [ ١٢ /٣٩ ] الآية هي جمع « رَبٍ » أي يكون لكما أَرْبَابٌ شتى يستعبد كما هذا ويستعبد كما هذا خير لكم أم رب واحد قاهر غالب لا يغالب ولا يشارك في الرُّبُوبِيَّةِ؟. قوله : ( أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً ) [ ١٢ / ٤١ ] أي سيده ، ولا يجوز استعماله بالألف واللام للمخلوق وربما جوزه بعضهم عوضا عن الإضافة. قوله : ( اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ) [ ١٢ / ٤٢ ] خاطبهم على ما هو المتعارف عندهم على ما كانوا يسمونه به ، ومثله قول موسى (ع) للسامري ( وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ ) أي الذي اتخذته إلها. قوله ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) [ ٩ /٣١ ]
قَالَ (ع) : أَمَا وَاللهِ مَا دَعَوْهُمْ إِلَى عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ دَعَوْهُمْ مَا أَجَابُوهُمْ ، وَلَكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالاً فَعَبَدُوهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ.
قوله : ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي ) [ ٦ / ٧٦ ] الآية. قال الشيخ أبو علي : كان القوم يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب ، وأراد أن ينبههم على خطائهم ويرشدهم ويبصرهم طريق النظر والاستدلال ليعرفوا أن شيئا منها لا يصح أن يكون إلها لوضوح دلالة الحدوث فيها. قال : ( هذا رَبِّي ) لينصف خصمه مع علمه بأنه مبطل فيحكي قوله كما هو غير متعصب لمذهبه ليكون ذلك أدعى إلى الحق وأدفع للشغب ثم يبطله بعد الحجة بقوله : ( لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ). قوله : ( وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ ) [ ٤ / ٢٣ ] يعني بنات نسائكم