__________________
عبد البر في الاستذكار أنه سئل أنس عن ذلك فقال : كبر سني ونسيت. ونظير ذلك ما في المنار ج ١ ص ٨٨.
وعندي أن الاضطراب والعلّة انّما هو من رواته لا من انس والدليل على ذلك أن أبا داود روى الحديث في سننه ج ١ ص ١٨٠ عن انس ولفظه : « أن النبي ( ص ) وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين » فإنما جعل أنس الحمد لله رب العالمين اسما للسورة على ما هو المعمول عندهم وأراد أنهم كانوا يفتتحون القراءة بفاتحة الكتاب لا بسورة أخرى فتوهم الراوي شهادته بأنهم كانوا يفتحون الفاتحة بالحمد لله رب العالمين بلا بسملة.
ومثله ما رواه أبو داود في سننه ج ١ ص ١٨٠ عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين الحديث.
وهذا الذي قلناه في تفسير الحديث من تسمية الفاتحة بالحمد لله رب العالمين هو الحق الذي لا ريب فيه حيث ان أسماء السور لم تكن معروفة عندهم على ما هو اليوم وكانوا يعبرون عن السورة بالاية الاولى منها ، يشهد على ذلك ما روى أبو داود في سننه ج ١ ص ١٨٧ عن ابى عثمان النهدي أنه صلى خلف ابن مسعود المغرب فقرأ بقل هو الله أحد. وفيه عن رجل من جهينة أنه سمع النبي صلىاللهعليهوآله يقرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض في الركعتين كلتيهما وفيه ص ١٩١ عن عمران بن حصين أن النبي صلىاللهعليهوآله صلى الظهر فجاء رجل فقرأ خلفه بسبح اسم ربك الأعلى الحديث وفي لفظ آخر : فلما انفتل قال صلىاللهعليهوآله : أيكم قرأ بسبح اسم ربك الأعلى. الحديث وفيه ص ٢٦٣ أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي : ماذا كان يقرأ به رسول الله صلىاللهعليهوآله في الأضحى والفطر؟ قال كان يقرأ فيهما ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر ، الى غير ذلك من الأحاديث.
ولذلك ترى شيخ الإسلام الحفنى في حاشيته على السراج المنير ج ٣ ص ١٧٩ يعلق على حديث أم سلمة : « كان صلىاللهعليهوآله يقطع قراءته آية آية ( يقول ) ( الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ثم يقف ( ويقول ) ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ثم يقف » بقوله : وهو بيان للتقطيع وهو سنة عندنا فيقف على البسملة وما بعدها وانما يطلب وصل البسملة بما بعدها خارج الصلاة.
الثانية ـ ما رواه ابن عبد الله بن مغفل قال سمعنى أبى وانا أقول بسم الله الرحمن الرحيم