ابن مسعود : « فامضوا إلى ذكر الله » وروي ذلك عن علي عليهالسلام والباقر والصادق عليهماالسلام قال ابن مسعود : لو علمت الإسراع لأسرعت حتّى يقع ردائي عن كتفي ونقل مثله عن عمر (١).
٥ ـ قيل ذكر الله هو الصلاة هنا وقيل الخطبة والأولى حمله عليهما معا لاشتمالهما على ذكر الله فإنّ الخطبة يجب فيها حمد الله والصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله والوعظ وقراءة سورة من القرآن.
٦ ـ لمّا أمروا بالسعي إلى ذكر الله استلزم ذلك وجوب ترك كلّ ما يشغل عنه ولمّا كان الأهمّ في عقل المعاش هو البيع خصّه بالذّكر وأوجب تركه ولأنّهم كانوا ينفضون (٢) في ذلك اليوم من قراهم وبواديهم إلى البيع والشرى.
( فرعان )
ألف ـ هل يجب ترك ما عداه من العقود كالإجارة والمزارعة وغيرهما من المعاملات أم لا أكثر أصحابنا بل لم ينقل خلاف بين المتقدّمين منهم أنّ البيع هو المختصّ بالنهي وقال بعض المتأخّرين بتعديته إلى كلّ معاملة وليس قياسا بل من باب اتّحاد طريق المسئلتين وهو الشغل عن ذكر الله وبه قال جماعة من الجمهور وليس بعيدا من الصواب.
ب ـ هل يقتضي النهي عن البيع فساده أم لا؟ قال مالك وأحمد نعم وبه قال الشيخ في المبسوط لمكان النهي وقال أكثر الجمهور والشيخ في الخلاف بعدم فساده وهو الحقّ لما تقرّر في الأصول أنّ النهي في المعاملات لا يدلّ على الفساد إذ لا مانع من أن يقول : حرّمت عليك البيع ولو بعت انعقد. ويكون المقصود بالنهي إيقاع الفعل لا ذاته بخلاف النهي عن العبادة فإنّه إذا تعلّق النهي بها أو بجزء منها أو بلازم من لوازمها فإنّها تفسد.
__________________
(١) الأقوال مبسوطة في مجمع البيان ج ١٠ ص ٢٨٨ ومثلها في الدر المنثور ج ٦ ص ٢١٩.
(٢) يفيضون خ ل ينصبون خ ل.