نعم الذكر فيها مندوب صورته على ما رواه ابن بابويه في أماليه « لا إله إلّا الله حقّا حقّا لا إله إلّا الله تعبّدا ورقّا لا إله إلّا الله إيمانا وصدقا سجدت لك يا رب تعبّدا ورقّا لا مستنكفا ولا مستكبرا (١) [ ولا متعظّما بل أنا عبد ذليل خائف مستجير ].
كتاب الصوم
وهو لغة قيل قيام بلا عمل قاله الخليل وقال الجوهريّ الصوم الإمساك وشرعا قيل هو الإمساك عن أشياء مخصوصة في زمان مخصوص ممّن هو على صفات مخصوصة ونقض بأنّ الإمساك عدميّ مع إبهام الأشياء المخصوصة وإطلاقها وقيل هو الكفّ عن المفطرات مع النيّة وفيه نظر إذ الكفّ يشمل اللّيل وذلك ليس بصوم مع أنّ التناول سهوا ليس بمناف فلا بدّ من قيد العمد فاذن هو ليس بمانع لدخول الأوّل ولا جامع لخروج الثاني. هذا مع أنّ كفّ الكافر والمسافر والحائض والجنب عن المفطرات مع النيّة ليس بصوم فلا بدّ من قيد يخرج أمثال ذلك ، وربّما زيد التوطين فقيل توطين النفس على الكفّ إلى آخره وهو أيضا غير سديد ويرد عليه ما قلناه أيضا.
فالأولى أن يقال هو كفّ شرعيّ عن تعمّد تناول كلّ مزدرد والجماع وما في حكمها يوما أو حكمه مع النيّة ، وفيه أجر جزيل بل هو من أفضل الأعمال ففي الحديث القدسيّ « كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به » (٢) وفي توجيه هذا الحديث أقوال ذكرناها في النّضد من أرادها وقف عليها (٣).
__________________
(١) كتاب الأمالي ص ٣٨٢ المجلس ٩٣ ورواه في الفقيه ج ١ ص ٨٣.
(٢) صحيح البخاري ج ١ ص ٣٢٦ ، الوسائل ب ١ من أبواب الصوم المندوب ح ٢٧.
(٣) قال قدسسره : قاعدة : كل الأعمال الصالحة لله فلم جاء في الخبر « كل عمل ابن آدم له الا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به » مع قوله صلىاللهعليهوآله « أفضل أعمالكم الصلاة »؟.