وإجابته وجاء في الحديث « دعوة الصائم لا تردّ » (١) فصار [ ت ] من وظائف الصائم [ الدعاء ] بل من أعظم وظائفه خصوصا في شهر رمضان فإنّه ورد فيه من الأدعية والأعمال شيء كثير ذكره أصحابنا في كتب تختصّ به روي أنّ سائلا سأل رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أقريب ربّنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزلت الآية (٢).
وقيل إنّ يهود المدينة قالوا : يا محمّد كيف يسمع ربّنا دعاءنا وأنت تزعم أنّ بيننا وبين السماء مسيرة خمسمائة عام وأنّ غلظ كلّ سماء مثل ذلك فنزلت وقيل وجه ذكر هاهنا أنّه لمّا أمرهم بصوم الشهر ومراعاة العدّة وحثّهم على القيام بوظائف التكبير والشكر عقّبه بهذه الآية الدالّة على أنّه خبير بأحوالهم سميع لأقوالهم مجيب لدعائهم فقال إنّي قريب وهو تمثيل لكمال علمه بأفعال العباد وأقوالهم كحال من قرب مكانه منهم.
والتحقيق أنّه لمّا ثبت تجرّده عن الموادّ الجسمانيّة كانت نسبته إلى الموجودات نسبة واحدة فكان محيطا بكلّ ذرّة من ذرّات الموجودات علما.
وقد اختلف المفسّرون في هذا المقام فقيل : الدعاء هو الطاعة والإجابة هو الثواب وكذا في قوله ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٣) وقيل الإجابة هي المتعارفة فورد هنا سؤال وهو أنّه كثيرا ما يقع الدعاء ولم تحصل الإجابة فقيل في الجواب أنّ تقديره إن شئت فيكون الإجابة مخصوصة بالمشيّة مثل قوله ( فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ
__________________
(١) عن أبى عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء أو يصير الى العرش ، الوالد لولده ، والمظلوم على من ظلمه ، والمعتمر حتى يرجع ، والصائم حتى يفطر ، راجع أصول الكافي ج ٢ ص ٥١٠ وعن ابن عمرو عنه صلىاللهعليهوآله : ان للصائم عند فطره لدعوة ما ترد. راجع السراج المنير ج ٢ ص ١٠.
(٢) راجع مجمع البيان ج ٢ ص ٢٧٨ ، الدر المنثور ج ١ ص ١٩٤.
(٣) المؤمن : ٦٠.