به ويجلس يتكفّف الناس إنّما الصدقة عن ظهر غنى » (١).
وهنا فوائد :
١ ـ كلام الصادق عليهالسلام يدلّ على الالتزام بالأوساط في الإنفاق كلّه واجبا كان أو مندوبا صدقة وغيرها وهو طريق السلامة والأمن من الإفراط والتفريط الموبقين.
٢ ـ كلام الباقر عليهالسلام يدلّ على استحباب الصدقة بما فضل عن القوت وبذلك وردت أخبار كثيرة وترغيبات عظيمة حتّى أنّ زين العابدين عليهالسلام كان يتصدّق بفاضل كسوته.
٣ ـ كلام ابن عبّاس يدلّ على كراهية الصدقة بما هو توسعة على العيال ولذلك قال عليهالسلام « لا صدقة وذو رحم محتاج » (٢) وعلى كراهية ما لم يبق غنى فان آل إلى الإعدام ولا كسب له ربّما يصير حراما خصوصا مع وجود العيال وعليه تحمل الرواية المذكورة لأداء ذلك إلى الإضرار الممنوع عقلا وشرعا وقال عليهالسلام « لا ضرر ولا ضرار في الإسلام » (٣).
٤ ـ القول الرابع يدلّ على أنّه يستحبّ الصدقة بالمال اللذيذ والشهيّ و
__________________
(١) سنن ابى داود ج ١ ص ٣٨٩ وأخرجه في المستدرك ج ١ ص ٥٤٤ عن غوالي اللئالي.
(٢) رواه في الاختصاص ص ٢١٩ عن الحسين بن على عليهماالسلام ولفظه « سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ابدء بمن تعول : أمك وأباك وأختك وأخاك ، ثم أدناك فأدناك ، وقال : لا صدقة وذو رحم محتاج ، وأخرجه في البحار ج ٢٠ ص ٣٩ وفي المستدرك ج ١ ص ٥٣٦ وأخرج بمضمونه في الجامع الصغير على ما في السراج المنير ج ١ ص ٢٢ ولفظه : ابدء بمن تعول وفي لفظ : ابدء بنفسك فتصدق عليها فان فضل شيء فلا هلك فان فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك فان فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا ( اى بين يديك وعن يمينك وشمالك ـ والحديث عن جابر ).
(٣) السراج المنير ج ٣ ص ٤٧٢.