آمر من لم يسق هديا أن يحلّ فلو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم ولكنّي سقت الهدى ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحلّ حتّى يبلغ الهدي محلّه فقال رجل من القوم ـ يعني عمر بن الخطّاب ـ (١) أنخرج حجّاجا ورؤسنا تقطر؟فقال : إنّك لن تؤمن بها أبدا ».
وفي رواية أخرى : أنحلّ ونواقع النساء وأنت أشعث أغبر.
« قال : فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكنانيّ (٢) فقال يا رسول الله
__________________
(١) قوله : « يعنى عمر بن الخطاب » من المصنف وكان الشيعة وفي مقدمهم الامام الباقر والصادق يكنون عنه بقولهم كما في هذا الحديث : « فقال رجل من القوم » وفي بعض الأحاديث « فقال رجل من بنى عدا » وكانت الصحابة يضربون عن اسم القائل ويقولون « قيل » أو « قالوا » مسند بن الخلاف الى جمع من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ومرادهم الرجل وحده حشمة منه ومن أتباعه لأن المسلم من رواياتهم أن الناس كلهم أحلوا الا من ساق هديا وهم رسول الله وعلى بن أبى طالب والزبير أو طلحة ففي سنن ابى داود ج ١ ص ٤٤١ « فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلىاللهعليهوآله ومن كان معه هدى » من دون ايعاز الى الخلاف ، وفي صحيح البخاري ج ١ ص ٢٨٦ في حديث جابر : قال أهل النبي صلىاللهعليهوآله هو وأصحابه بالحج وليس مع أحد منهم هدى غير النبي صلىاللهعليهوآله وطلحة وقدم على من اليمن ومعه هدى فقال أهللت بما أهل به النبي صلىاللهعليهوآله فأمر النبي أصحابه أن يجعلوها عمرة ويطوفوا ثم يقصروا ويحلوا الا من كان معه الهدى ، فقالوا : ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر فبلغ النبي صلىاللهعليهوآله فقال لو استقبلت من امرئ ما استدبرت الحديث.
وهذا القول الذي صرح به جابر « وذكر أحدنا يقطر » انما يناسب كلام رجل له شراسة وسوء خلق وجرءة للكلام خلافا لرسول الله وليس ذلك معهودا في أصحابه الا في عمر بن الخطاب ولكن الإمامين الباقر والصادق وأتباعهما بدلوا قوله ذات المقذع بقولهم « ورؤسنا تقطر » والمعنى واحد.
(٢) هذا هو الصحيح والرجل سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجي راجع الإصابة ج ٢ ص ١٨ ، وما في بعض النسخ « خثعم » فهو تصحيف.