« فَتْحاً قَرِيباً » قيل هو فتح خيبر وقيل صلح الحديبيّة.
إذا عرفت هذا فنقول : يجب على الحاجّ يوم العاشر الرّمي ثمّ الذّبح للمتمتّع ثمّ الحلق أو التقصير فيحلّ بأحدهما من كلّ ما أحرم منه إلّا الطيب والنساء والصيد ثمّ إنّ بعض أصحابنا قال : إنّ الحلق متعيّن على الصرورة والملبّد لشعره وأمّا غيرهما فهو مخيّر بين الحلق والتقصير والخلق أفضل مستدلّين على ذلك
__________________
فلمّا فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا فو الله ما قام رجل منهم حتى قال ذلك ثلاث مرات الحديث.
أقول : وقد مر في الحديث الأول انه راجع رسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاث مرات وفي هذه الأحاديث قصة نكيره على الرؤيا بالحق وقصة نكيره على أمر الصلح والهدنة وكان الثالث هو نكيره على الحلق والنحر فلم يذكروه إلا في بعض إشارات كلامهم ومن ذلك ما رواه في الدر المنثور ج ٦ ص ٨١ قال.
وأخرج أحمد عن مالك ابن ربيعة أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول اللهم اغفر للمعلّقين ثلاثا قال رجل والمقصرين فقال في الثالثة أو الرابعة والمقصرين وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اللهم اغفر للمحلقين ـ قالها ثلاثا ـ فقالوا : يا رسول الله ما بال المحلقين ظاهرت لهم الترحم؟ قال انهم لم يشكوا : وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس انه قيل له لم ظاهر رسول الله صلىاللهعليهوآله للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة فقال : انهم لم يشكوا.
وقال ابن إسحاق في سيرته بعد ذكره قصة الصلح ونكير عمر عليه بمثل ما مر ( راجع ج ٢ ص ٣١٧ و ٣١٩ ) : حدثني عبد الله بن ابى نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يرحم الله المحلقين : قالوا : والمقصرين يا رسول الله؟ قال : يرحم الله المحلقين ، قالوا : والمقصرين يا رسول الله؟ قال : يرحم الله المحلقين ، قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قال : والمقصرين ، فقالوا : يا رسول الله فلم ظاهرت الترحيم للمحلقين دون المقصرين؟ قال : لم يشكوا.
أقول : والقصة مشهورة مذكورة في كتب السير والتواريخ والحديث والتفسير نقلنا نبذة منها ولعل بعض ألفاظها أفحش وأقذع من ذلك.