عليه وحمل عبيدة حمزة وعليّ حتّى أتيا به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فاستعبر فقال يا رسول الله ألست شهيدا قال : أنت أوّل شهيد من أهل بيتي.
وقال أبو جهل لقريش لا تعجلوا ولا تبطروا كما بطر أبناء ربيعة عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزرا وعليكم بقريش فخذوهم أخذا حتّى ندخلهم مكّة فنعرّفهم ضلالتهم وجاء إبليس في صورة سراقة مالك بن جعشم فقال لهم إنّي جار لكم ادفعوا إليّ رايتكم فدفعوا إليه راية الميسرة وكانت الراية مع بني عبد الدار فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لأصحابه « غضّوا أبصاركم وعضّوا على النواجذ » ورفع يديه فقال « يا ربّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد » ثمّ أصابه الغشي فسري عنه وهو يسكب العرق عن وجهه فقال « هذا جبرئيل عليهالسلام قد أتاكم في ألف من الملائكة مردفين ».
وروي عن سهل بن حنيف قال لقد رأينا يوم بدر وإن أحدنا يشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه من جسده قبل أن يصل إليه السيف وقتل ذلك اليوم من المشركين اثنان وسبعون من صناديدهم قتل عليّ عليهالسلام منهم ستّة وثلاثين والملائكة وباقي المسلمين ستّة وثلاثين ولمّا ظفر بهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وفرغ من الحرب قال له بعض أصحابه يا رسول الله عليك بالعير فإنّه ليس دونها ذائد فقال العباس وهو في القيد لا يصلح لك فقال عليهالسلام ولم ذلك فقال إنّ الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك وهذه القصّة وقعت في البين (١).
وهنا فوائد :
١ ـ أنّ المراد بإحدى الطائفتين العير أو النفير وذات الشوكة هي النفير وغير ذات الشوكة [ هي ] العير والشوكة القوّة.
__________________
(١) ترى تفصيلها في كتب السير وكتب التفاسير ذيل الآية الشريفة راجع سيرة ابن هشام ج ١ ص ٦٠٦ ـ ٧١٥. مجمع البيان ج ٣ ص ٥٢١ ـ ٥٢٨. بحار الأنوار الطبعة الحديثة ج ١٩ ص ٢٠٢ ـ ٣٦٧. الدر المنثور ج ٣ ص ١٦٤ ـ ١٧٠.