صدع بالحقّ فهنيئا له (١).
وقيل بل فعل عمّار أفضل لأنّ التقيّة دين الله ومن ترك التقيّة فقتل فكأنّما هو قتل نفسه ومن قتل نفسه فقد قتل نفسا معصومة ويؤيّده قوله تعالى ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) (٢) والرواية خبر واحد لا يتحقّق صحّته فلا تعارض ما ذكرناه.
٤ ـ التبرّي من الأئمّة عليهمالسلام حرام تباح التقيّة فيه ولو تركها وصبر كان أفضل ولذلك قال عليّ عليهالسلام في كلام له « أمّا السبّ فسبّوني فإنّه لي زكاة ولكم نجاة وأمّا البراءة فلا تتبرّؤا منّي فإنّي ولدت على الفطرة [ وسبقت بالإسلام ] وفي رواية أخرى وأمّا البراءة فمدّوا دونها الأعناق » (٣) وذلك دليل [ على ] الأفضليّة
__________________
يرخص في السب ولا يرخص في البراءة أكان هو عليهالسلام أعلى كعبا من النبي صلىاللهعليهوآله حيث نزل في ترخيص البراءة عنه آية من القرآن أم كان شيعته عليهالسلام في ذاك الزمان وهم المعنيون بقوله : « يا أشباه الرجال ولا رجال » أخص به من عمار برسول الله وقد ملئ ايمانا من قرنه الى قدمه أم كيف يعلل ذلك بأنه ولد على الفطرة والناس يعتقدون أن كل مولود يولد على الفطرة بل كيف يقول بأنه سبق إلى الهجرة والناس ينكرون عليه ذلك.
ولذلك ورد عن ابى عبد الله عليهالسلام أنه قال : ما منع ميثم رحمهالله من التقية ، فو الله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه « إِلّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ».
نعم ذكر المحقق ابن ميثم البحراني وابن أبى الحديد وجوها في الفرق بين السب والبراءة. واحتمل صاحب الوسائل كون تكذيب الامام للكلام المنقول عن على عليهالسلام متعلقا بكون النهي تحريميا فراجع.
هذا تمام البحث في التقية ، والروايات منقولة من كتاب الوسائل أبواب ٢٤ ـ ٢٩ من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما ـ إن شئت فراجع.
(١) المستدرك ج ٢ ص ٣٧٨ عن غوالي اللئالي.
(٢) البقرة : ١٩٥.
(٣) قال في النهج ( ط عبده ١ : ١١٤ ) من كلام له عليهالسلام لأصحابه :
« أما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ولن تقتلوه ، ألا وانه سيأمركم بسبي والبراءة مني أما السب