__________________
فسبوني فإنه لي زكاة ولكم نجاة وأما البراءة فلا تبرؤا مني ، فإني ولدت على الفطرة ، وسبقت الى الايمان والهجرة ».
وقال الشيخ المفيد في الإرشاد ( ص ١٥٢ ) من معجزات أمير المؤمنين عليهالسلام ما استفاض عنه من قوله : « انكم ستعرضون من بعدي على سبي فسبوني ، فإن عرض عليكم البراءة منى فلا تبرؤا مني فإني ولدت على الإسلام ، فمن عرض عليه البراءة فليمدد عنقه فمن تبرأ منى فلا دنيا له ولا آخرة ». وكان الأمر في ذلك كما قال.
ورواه الشيخ الطوسي في أماليه ( ص ١٣١ ) عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « ستدعون إلى سبي فسبوني ، وتدعون إلى البراءة مني ، فمدوا الرقاب ، فانى على الفطرة ».
وهناك روايات أخر تنفي ذلك :
ففي الكافي بإسناده عن مسعدة بن صدقة قال : قيل لأبي عبد الله عليهالسلام : ان الناس يروون أن عليا قال على منبر الكوفة : « أيها الناس انكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة منى فلا تبرؤا منى » فقال عليهالسلام : ما أكثر ما يكذب الناس على على عليهالسلام ، ثم قال : انما قال : « انكم ستدعون إلى سبي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة مني وانى لعلى دين محمد » ولم يقل : « ولا تبرؤا منى » فقال له السائل : أرايت ان اختار القتل دون البراءة فقال : والله ما ذلك عليه وماله ، الا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالإيمان فأنزل الله عزوجل فيه ( إِلّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) فقال له النبي صلىاللهعليهوآله عندها : يا عمار : ان عادوا فعد ، فقد انزل الله عذرك وأمرك أن تعود ان عادوا.
ورواه العياشي في تفسيره ج ٢ ص ٢٧١ عن معمر بن يحيى وبعض ألفاظه مختلف.
وقال ابن أبى الحديد : ( شرح النهج ج ١ ص ٤٦٢ ) وروى صاحب كتاب الغارات عن يوسف بن كليب المسعودي عن يحيى بن سليمان العبدي عن ابى مريم الأنصاري عن محمد بن على الباقر عليهالسلام قال : خطب على عليهالسلام على منبر الكوفة فقال « سيعرض عليكم سبى وستذبحون عليه ، فان عرض عليكم سبي فسبوني وان عرض عليكم البراءة مني فإني على دين محمد صلىاللهعليهوآله » ولم يقل « فلا تبرؤا منى ».