خصوصا إذا كان ممّن يقتدى به وفعل يعقوب ابن السكّيت (١) رحمهالله مع المتوكّل حيث لم يفضّل ولديه على الحسنين عليهماالسلام من هذا الباب فانّ تفصيل الفاسق عليهما صلّى الله عليهما في قوّة البراءة بل هو تكذيب للرسول صلىاللهعليهوآله لقوله « هما سيّدا شباب أهل الجنّة »
__________________
فكما ترى هذه الروايات واردة على المشهورة المستفيضة عنه « اما السب فسبوني واما البراءة فلا تبرؤا منى » تنفى قوله عليهالسلام بذلك والحق أن المشهورة المستفيضة بالفاظها المختلفة « أما السب فسبوني واما البراءة فلا تبرؤا منى » « ستعرضون على سبي فسبوني فإن عرض عليكم البراءة منى فلا تبرؤا منى » « ستدعون إلى سبي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة مني فمدوا الأعناق » كلام متصل يستدعي صدره ذيله ويستلزم ذيله صدره ويترتب آخره على أوله للتفصيل القاطع للشركة فلو صح انه قد قال عليهالسلام : « اما السب فسبوني واما البراءة » أو « ستدعون إلى سبي فسبوني فإن عرض عليكم البراءة مني » لا يصلح بعده الا أن يقول : « فلا تبرؤا منى » للزوم التقابل بين طرفي التفصيل من حيث الحكم ولو كان حكم البراءة عنده عليهالسلام حكم السب لم يأت بالتفصيل بين البراءة والسب.
لكنك قد عرفت فيما سبق أن كلامه عليه الصلاة والسلام ذلك متوهم عليه ومنشأ التوهم لذلك عدم براءة حواريه وخواصه عنه عليهالسلام مع ما قاسوه ولاقوه في ذلك فراجع.
أو كون النهي تنزيهيا كما احتمله صاحب الوسائل في توجيه رواية مسعدة بن صدقة أو كون المراد بالتبري التبري القلبي ليناسب التعليل.
(١) السكيت بكسر السين وتشديد الكاف وهو أبو يوسف يعقوب ابن إسحاق الدورقي الأهوازي الإمامي النحوي اللغوي الأديب وكان المتوكل قد ألزمه تأديب ولده المعتز بالله. قتل في خامس رجب سنة ٢٤٤ وسببه أن المتوكل قال له يوما : أيما أحب إليك ابناي هذان ـ يعنى المعتز والمؤيد ـ أم الحسن والحسين؟ فقال ابن السكيت : والله ان قنبرا خادم على بن ابى طالب خير منك ومن ابنيك ، وقيل بل اثنى على الحسن وو الحسين عليهماالسلام ولم يذكر ابنيه فأمر المتوكل الأتراك فسلوا لسانه وداسوا بطنه فحمل الى داره فمات بعد غد ذلك. راجع الكنى والألقاب ج ١ ص ٣٠٩ ).