إذ أصل التركيب للانتقال (١) ومنه الدّلك (٢) لأنّ الدّالك لا تستقرّ يده وكذا كلّما يتركّب من الدّال واللّام وما يتبعهما من الحروف كدلج ودلع (٣) وبه قال ابن عبّاس وروي ذلك عن الباقر والصّادق عليهماالسلام (٤) ويؤيّده قول النّبي صلىاللهعليهوآله : « أتاني جبرئيل لدلوك الشّمس حين الزّوال فصلّى بي الظّهر (٥) » فعلى هذا يكون الأربع الصّلوات : الظّهر والعصر والمغرب والعشاء ، داخلة في الآية واللّام في « لِدُلُوكِ » للتّوقيت مثلها في لثلاث خلون.
٢ ـ في الآية دلالة على امتداد وقت الأربع من الزّوال إلى الغسق فيكون أوقاتها موسّعة لأنّ اللّام قد قلنا أنّه للوقت وإلى لانتهاء الغاية فيكون الوقت ممتدّا من الزّوال إلى نصف اللّيل أو ذهاب الشّفق على الخلاف ومن المعلوم أنّ الصلوات الأربع يسعها بعض ذلك للأداء فلم يبق إلّا أن يكون المراد اتّساع وقتها بمعنى أنّ كلّ جزء منه صالح للأداء على سبيل الوجوب.
وخالف أبو حنيفة في ذلك حيث قال : الوجوب مختصّ بآخر الوقت لأنّ المكلّف مخيّر قبل ذلك والتّخيير ينافي الوجوب وجوابه لا نسلّم أنّ التّخيير ينافي الوجوب وإنّما ينافيه الوجوب المضيّق وأمّا الموسّع فلا ، ويكون معنى التّخيير إمّا العزم على الإتيان به كما قاله السيّد أو كون جزئيّات الوقت يتعلّق الوجوب
__________________
(١) قال ابن فارس في مقاييس اللّغة : الدّال واللّام والكاف أصل واحد يدلّ على زوال شيء وعن شيء ولا يكون الّا برفق ، يقال دلكت الشّمس زالت ويقال دلكت غابت والدّلك وقت دلوك الشّمس.
(٢) الدّلاك خ ل.
(٣) وزاد البيضاوي دلج ودلف ودله وزاد قاضىزاده في شرحه دلق. دلج بالدّلو إذا مشى بها من رأس البئر للصبّ ، ودلح بالمهلة إذا مشى مشيا متثاقلا ودلف إذا مشى مشى المقيّد ودلق إذا خرج المائع من مقرّه ودلع إذا أخرج لسانه ، ودله إذا ذهب عقله ، ففيه انتقال معنوي.
(٤) تفسير العيّاشي ج ٢ ص ٣٠٨. الوسائل ب ١٠ من أبواب المواقيت.
(٥) سنن ابى داود ج ١ ص ٩٣. سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٤٥.