فان أصحابنا رووا في تفسير الآية أن المراد به الإماء دون الذكران من المماليك على ما تقدم.
ويجوز للرجل إذا أراد أن يتزوج بامرأة أن ينظر إلى محاسنها ، وإذا اشترى جارية جاز له أن ينظر إليها. ويمكن الاستدلال عليه بقوله تعالى « وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير » (١) ، وروي أنه نظر إلى ساقها وكان عليه الشعر فساءه ذلك فعمل له النورة والزرنيخ (٢).
(فصل)
وقوله تعالى « لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا » (٣) نهى الله المؤمنين أن يدخلوا بيوتا لا يملكونها وهي ملك غيرهم الا بعد أن يستأذنوا ، والاستيناس الايذان ، فالمعنى حتى تستأنسوا بالاذن. وقال مجاهد : حتى يستأنسوا بالتنحنح والكلام الذي يقوم مقام الاستيذان. وقد بين تعالى ذلك بقوله « وإذا بلغ الأطفال منكم فليستأذنوا » (٤) قال عطاء وهو واجب في أمه وأخته وسائر أهله لئلا يهجم على عورتهن.
وقوله تعالى « يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات » (٥) ، يقول الله مروا عبيدكم وإماءكم أن يستأذنوا عليكم إذا أرادوا الدخول إلى مواضع خلواتكم. قال ابن عباس : الآية في النساء والرجال من العبيد. وقال غيره : الاستيذان واجب على كل بالغ
__________________
١) سورة النمل : ٤٤.
٢) سورة الثقلين ٤ / ٩٢.
٣) سورة النور : ٢٧.
٤) سورة النور : ٥٩.
٥) سورة النور : ٥٨.