(فصل)
واختلف في معناه : فقيل التعريض وهو أن يقول الرجل للمعتدة اني أريد النكاح فاني أريد امرأة من صفتها كذا وكذا ـ فيذكر بعض الصفات التي هي عليها ، عن ابن عباس. وقيل هو أن يقول انك لنافقة (١) وانك لموافقة لي وانك لمعجبة جميلة وان قضى الله شيئا كان ـ عن القاسم بن محمد وعن الشعبي. وقيل وهو كل ما كان من الكلام دون عقد النكاح عن ابن زيد.
« أو أكننتم في أنفسكم » أي أسررتم وأضمرتم في أنفسكم من نكاحهن بعد مضي عدتهن ، وقيل هو اسرار العزم دون اظهاره والتعريض اظهاره عن مجاهد وابن زيد.
« علم الله انكم ستذكرونهن » برغبتكم فيهن خوفا منكم أن يسبقكم إليهن غيركم فأباح لكم ذلك « ولكن لا تواعدون سرا » فيه أقوال : أحدها ـ أن معناه لا تواعدوهن في السر لأنها أجنبية والمواعدة في السر تدعو إلى ما لا يحل.
وثانيها ـ أن معناه الزنا عن الحسن وإبراهيم وقتادة ، فقالوا : كان الرجل يدخل على المرأة من أجل الزنية وهو معرض بالنكاح فنهوا عن ذلك.
وثالثها ـ أنه العهد على الامتناع من تزويج غيرك عن ابن عباس وابن جبير.
ورابعها ـ هو أن يقول لها اني ناكحك فلا تفوتيني بنفسك عن مجاهد.
وخامسها ـ ان السر هو الجماع ، ومعناه لا تصفوا أنفسكم بكثرة الجماع ولا تذكروه عن جماعة.
وسادسها ـ انه اسرار عقدة النكاح في السر عن عبد الرحمن بن زيد.
__________________
١) من النفاق في المتاع.