فأما قوله « ما ظهر منها » فإنه يعني بذلك الزنا المعلن ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر في الجاهلية ، وأما قوله « وما بطن » فإنه يعني به ما نكح من الاباء ، فان الناس كانوا من قبل أن يبعث الله النبي صلىاللهعليهوآله إذا كان للرجل زوجة ومات عنها زوجها تزوجها ابنه من بعده إذا لم تكن أمه فحرم الله ذلك ، وأما قوله « والاثم » فإنه يعني به الخمرة بعينها ، وقد قال الله تعالى في مواضع أخر « يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما » (١) فإنما عنى بالاثم حراما عظيما ، وقد سماها الله تعالى أخبث الأسماء رجسا.
ثم قال عليهالسلام : ان أول ما نزل في تحريم الخمر « يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما » ، فلما نزلت هذه الآية أحس القوم بتحريم الخمر وعلموا أن الاثم مما يجب اجتنابه ، ثم نزلت آية أخرى وهي قوله « انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون » (٢) ، وكانت هذه الآية أشد من الأولى وأغلظ في التحريم ، ثم ثلث بآية أخرى وكانت أغلظ في الآية الأولى والثانية وأشد ، وهي قوله « انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون » (٣) ، فأمر باجتنابها وفسر عللها التي لها ومن أجلها حرمها.
ثم بين تعالى تحريمها وكشفه في الآية الرابعة مع ما دل عليه في هذه الآي
__________________
١) سورة البقرة : ٢١٦. والى هنا ينتهى الحديث عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام كما في الكافي ٦ / ٤٠٦ مع اختلاف في ألفاظ يسيرة.
٢) سورة المائدة : ٩١.
٣) سورة المائدة : ٩٢.