الحد الذي في التوراة إلى جلد أربعين وتسويد الوجه والاشهار على حمار.
وقال أبو جعفر عليهالسلام : ان امرأة من خيبر في شرف منهم زينت وهي محصنة فكرهوا رجمها ، فأرسلوا إلى يهود المدينة يسألون محمدا طمعا أن يكون أتى برخصة ، فسألوا فقال : هل ترضون بقضائي؟ فقالوا : نعم. فأنزل الله عليهم الرجم ، فأبوه فقال جبريل : سلهم عن ابن صوريا ثم اجعله بينك وبينهم. فقال عليهالسلام : تعرفون ابن صوريا؟ قالوا : نعم هو أعلم يهودي ، فأرسل إليه فأتى ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنشدك الله هل تجدون في كتابكم الذي جاء به موسى الرجم على من أحصن؟ قال عبد الله بن صوريا : نعم ، والذي ذكرتني لولا مخافتي من رب التوراة أن يهلكني ان كتمت ما اعترفت لك به ، فأنزل الله فيه « يا أهل الكتاب قد جائكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير » (١). فقام ابن صوريا وسأله أن يذكر الكثير الذي أمر أن يعفو عنه ، فأعرض عليهالسلام عن ذلك (٢).
قال أهل التفسير « سماعون للكذب » قابلون له ، كما يقال لا تسمع من فلان أي لا تقبل منه.
وقيل قال المنافقون لليهود : ان أمركم محمد بالجلد فخذوه واجلدوا وان أمركم بالرجم فلا تقبلوا وسلوه عن ذلك لقوله « لا يحزنك الذين يسارعون » (٣) الآية ، نهى الله نبيه عليهالسلام أن يحزنه الذين يتبادرون في الكفر من المنافقين ومن اليهود.
ورفع قوله « سماعون » فيه قولان : قال سيبويه هو ابتداء والخبر « من الذين
__________________
١) سورة المائدة : ١٥.
٢) نور الثقلين ١ / ٦٢٩.
٣) سورة آل عمران : ١٧٦.