[ وعلامة غضب الله على خلقه جور سلطانهم وغلاء أسعارهم ] (١).
وعلى هذا قوله تعالى حكاية عن اخوة يوسف عليهالسلام له « يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل » (٢) وأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله قوما فشكوا إليه سرعة نفاد طعامهم.
فقال تكيلون أم تهيلون (٣)؟ فقالوا : نهيل يا رسول الله ـ يعنون الجزاف. فقال عليه السلام لهم : كيلوا ولا تهيلوا فإنه أعظم للبركة (٤).
وروي : أن من أهان بالمأكول أصابه المجاعة.
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : إذا أصابتكم مجاعة فأعينوا بالزبيب (٥).
وقوله تعالى « ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير » (٦) معناه لو كنت عالما بما يكون من أحوال الدنيا لاشتريت في الرخص وبعت في الغلاء « وما مسني السوء » أي الفقر.
فان قيل : فهل اطلع نبيه على الغيب؟
قلنا : على الاطلاق لا ، لان الله تعالى يقول « وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء » (٧) والمعنى ولكن الله اجتبى رسوله بأعلامه كثيرا من الغائبات.
__________________
١) الكافي ٥ / ١٦٢ والزيادة منه ومن م.
٢) سورة يوسف : ٨٨.
٣) كل شئ أرسلته ارسالا من رمل أو تراب أو طعام ونحوه قلت هلته أهيله هيلا انهال أي جرى وانصب .. وأهلت الدقيق لغة في هلت ـ صحاح اللغة ٥ / ١٨٥٥.
٤) الكافي ٥ / ١٦٧.
٥) المصدر السابق ٥ / ٣٠٨.
٦) سورة الأعراف : ١٨٨.
٧) سورة آل عمران : ١٧٩.