يجوز له إظهار كلمة الكفر المضادّة لكلمة الإيمان ، وكما يحلّ له أكل الميتة والدم ولحم الخنزير عند الضرورات ، وإن كان ذلك محرّماً مع الاختيار.
وأمير المؤمنين عليهالسلام كان مضطرّاً إلى مناكحة الرجل ، لأنّه يهدّده ويواعده ، فلم يأمن منه أمير المؤمنين عليهالسلام على نفسه وشيعته ، فأجابه إلى ذلك ضرورةً ، كما قلنا : إنّ الضرورة تشرّع إظهار كلمة الكفر ، قال الله تعالى : ( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) (١).
وليس ذلك بأعجب من قوم لوط عليهالسلام ، كما حكى الله تعالى عنه بقوله : ( هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) (٢) ، فدعاهم إلى العقد عليهن لبناته ، وهم كفّار ضلال ، قد أذن الله تعالى في إهلاكهم.
وقد زوّج رسول الله صلىاللهعليهوآله ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام : أحدهما عتبة بن أبي لهب ، والآخر أبو العاص بن الربيع ، فلمّا بعث النبيّ صلىاللهعليهوآله فرّق بينهما وبين ابنتيه ، فمات عتبة على الكفر ، وأسلم أبو العاص بعد إبانة الإسلام ، فردّها عليه بالنكاح الأوّل ) (٣).
٢ ـ قال المحقّق التستري في قاموس الرجال : ( أُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : هي كنية زينب الصغرى.
أقول : ما ذكره هو المفهوم من الإرشاد ، فقال في تعداد الأولاد له عليهالسلام : زينب الصغرى المكنّاة بأُمّ كلثوم من فاطمة عليهاالسلام.
إلاّ أنّ الظاهر وهمه ، فاتفق الكلّ حتّى نفسه على أنّ زينب الصغرى من بناته عليهالسلام لأُم ولد ، فلو كانت هذه أيضاً مسمّاة بزينب ، كانت الوسطى لا الصغرى ، وظاهر غيره كون أُمّ كلثوم اسمها ، فلم يذكر غيره لها اسماً ، بل قالوا : في بناته من فاطمة عليهاالسلام زينب الكبرى ، وأُمّ كلثوم الكبرى ، وقالوا :
____________
١ ـ النحل : ١٠٦.
٢ ـ هود : ٧٨.
٣ ـ المسائل السروية : ٨٦.