من الحمل على التقيّة ، وضعف السند ، وعدم الدلالة على المطلوب ، وعليه بعد التسليم بصحّة طرق هذه الروايات عندهم ، أو أنّ بعضها يدعم البعض ، نقول :
الجواب على الأوّل : في الروايات التي فيها نهي عن السبّ ، فنحن أيضاً نقول به ، إذ ليس من أخلاق أئمّتنا السبّ ، أو أنّهم يرضون لشيعتهم أن يسبّوا أعدائهم ، ونهي أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه عن سبّ أصحاب معاوية معروف مشهور.
وأمّا النهي عن اللعن والتفضيل ، فالتقيّة لحفظ كيان الطائفة من الأُمور الواجبة ، وسيأتي لعنهما منه عليهالسلام في غير مورد التقيّة.
وعلى الثاني : بغض النظر عن أدلّة الشيعة في فضل علي عليهالسلام وأنّه مساوٍ لرسول الله صلىاللهعليهوآله ونفسه بآية المباهلة ، أُورد لك هنا حديثين عن الإمام الصادق عليهالسلام من عشرات الأحاديث عنه ، وعن باقي الأئمّة ، وعليك باستخراج الباقي.
روى الشيخ الصدوق بسنده عن التميميّ قال : حدّثني سيّدي علي بن موسى الرضا عليهماالسلام قال : ( حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي قال : حدّثني أخي الحسن بن علي قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال لي النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنت خير البشر ، ولا يشكّ فيك إلاّ كافر ) (١).
وعن سنان بن طريف عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : ( إنّا أوّل أهل بيت نوّه الله بأسمائنا ، إنّه لمّا خلق السماوات والأرض أمر منادياً فنادى : اشهد أن لا اله إلاّ الله ـ ثلاثاً ـ اشهد أنّ محمّداً رسول الله ـ ثلاثاً ـ اشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً ـ ثلاثاً ـ ) (٢).
____________
١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ١٣٦.
٢ ـ الكافي ١ / ٤٤١.