١ ـ سئل الإمام الصادق عليهالسلام عن التقيّة؟ فقال : ( التقيّة من دين الله ) ، قلت : من دين الله؟
قال : ( إي والله من دين الله ، ولقد قال يوسف : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) ، والله ما كانوا سرقوا شيئاً ، ولقد قال إبراهيم : ( إِنِّي سَقِيمٌ ) ، والله ما كان سقيماً ) (١).
وهناك أحاديث كثيرة بهذا المضمون.
٢ ـ أخرج البخاريّ من طريق قتيبة بن سعيد ، عن عروة بن الزبير ، أنّ عائشة أخبرته ، أنّه استأذن على النبيّ صلىاللهعليهوآله رجل قال صلىاللهعليهوآله : ( ائذنوا له فبئس ابن العشيرة ) ـ أو بئس أخو العشيرة ـ فلمّا دخل ألان له الكلام.
فقلت له : يا رسول الله ، قلت ما قلت ، ثمّ ألِنت له في القول؟
فقال : ( أي عائشة ، إنّ شرّ الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه ) (٢). الدليل الثالث : الإجماع :
اتّفق جميع المسلمين وبلا استثناء على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يدعو الناس سرّاً إلى الإسلام ، مدّة ثلاث سنين من نزول الوحي ، فلو كانت التقيّة غير مشروعة لكونها نفاقاً ، لما مرّت الدعوة إلى الدين الحنيف بهذا العمر من التستّر والكتمان.
وقد نقل الإجماع ـ على أنّ التقيّة مشروعة وجائزة ـ جمهرة من علماء السنّة ، منهم : القرطبيّ المالكيّ (٣) ، ابن كثير الشافعيّ (٤).
الدليل الرابع : العقل أو العقلاء :
إنّ التقيّة موافقة لمقتضاه ، فإنّ جميع الناس يستعملونها في حالات الخطر
____________
١ ـ الكافي ٢ / ٢١٧ ، المحاسن ١ / ٢٥٨.
٢ ـ صحيح البخاريّ ٧ / ١٠٢.
٣ ـ الجامع لأحكام القرآن ١٠ / ١٨٢.
٤ ـ تفسير القرآن العظيم ٢ / ٦٠٩.