في الصلاة؟ وبأنّ الرسول كان يصلّي متكتّفاً ، ولم يصلّي يوماً مسبلاً ، ودمتم في رعاية الله وحفظه.
ج : وردت روايات كثيرة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام تنهى عن التكتّف في الصلاة ، ولهذا حكم فقهاؤنا ببطلان الصلاة به ، وللوقوف على بعض تلك الروايات ، راجع كتاب وسائل الشيعة للشيخ الحرّ العامليّ / كتاب الصلاة / باب ١٥ من قواطع الصلاة ح ١ ـ ح ٧.
فإنّه ورد لا تكفّر ، فإنّما يفعل ذلك المجوس. والتكتّف في الصلاة عمل ، وليس في الصلاة عمل.
ولو كان التكتّف ثابتاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله لشاع واشتهر ، إذ أنّ الصلاة تؤدّى في كلّ يوم خمس مرّات كفرض ، ما عدا المندوب.
هذا ويرى مالك عدم وجوب التكتّف ، بل يرى كراهيته في الفرائض (١).
ويرى الشافعيّ وأبو حنيفة ، وسفيان وأحمد بن حنبل ، وأبو ثور وداود إلى استحباب التكتّف لا وجوبه ، وهذا دليل على أنّ التكتّف ليس من واجبات الصلاة فيجوز تركه ، وحتّى أنّ الليث بن سعد كان يرى استحباب الإسبال (٢).
ثمّ إنّ حجّة الجمهور في استحباب التكتّف هو أوّلاً : حديث وائل بن حجر ـ الذي انفرد به مسلم في صحيحه ـ أنّه رأى النبيّ رفع يديه حين دخل في الصلاة كبّر ثمّ التحف بثوبه ، ثمّ وضع يده اليمنى على اليسرى ، فلمّا أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ، ثمّ رفعهما ، ثمّ كبّر فركع ... (٣).
وفيه : أوّلاً : كيف رأى النبيّ صلىاللهعليهوآله واضعاً يده اليمنى على اليسرى بعدما التحف بثوبه؟
وثانياً : رؤية النبيّ صلىاللهعليهوآله واضعاً يده اليمنى على اليسرى لا تدلّ على استحباب
____________
١ ـ المغني لابن قدامة ١ / ٥١٣ ، المجموع ٣ / ٣١١.
٢ ـ فتح الباري ٢ / ١٨٦.
٣ ـ صحيح مسلم ٢ / ١٣.