فعن عبد الله بن عبد الرحمن : ( أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرض موته ، أمّر أُسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلّة المهاجرين والأنصار ، منهم أبو بكر وعمر ، وأبو عبيدة بن الجرّاح ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة والزبير ، وأمره أن يغير على مؤتة ، حيث قتل أبوه زيد ... ) (١).
ثالثاً : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد آخى بينه وبين علي عليهالسلام ، في حين لم يؤاخ بينه وبين أحدٍ من الشيخين ، بل آخى بين أبي بكر وبين خارجة بن زيد (٢) ، وآخى بين عمر بن الخطّاب وبين عتبان بن مالك (٣).
فلو كان الشيخان أقرب الناس من رسول الله صلىاللهعليهوآله لآخى بينه وبين أحدهما.
رابعاً : أنّ الشيخين لو كانا قريبين من رسول الله صلىاللهعليهوآله لبلّغ أحدهما عنه ، في حين أنّه قال : ( علي منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي ) (٤).
فلو كان الشيخان أقرب الناس لبلّغا عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وخصصهما بتبليغه.
إلى آخر الصفات والمنازل التي لم يختصّ بهما الشيخان ، فكيف يكونان من أقرب الناس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
أمّا عدم إخبار الرسول عن خفايا سرائرهم فإنّه كان يخضع لمصالح ومفاسد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعلم بها ، ويمكن استنتاجها لمن نظر نظرة تأمّل لتاريخ تلك الحقبة وكما أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله لم يخبر عن المنافقين اللذين كانوا يحيطون به.
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٥٢.
٢ ـ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٢٤ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٧٧ ، الدرّ المنثور ٣ / ٢٠٧ ، فتح القدير ٢ / ٣٣٠.
٣ ـ مقدّمة فتح الباري : ٣٢١.
٤ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، الآحاد والمثاني ٣ / ١٨٣ ، كتاب السنّة : ٥٨٤ ، فيض القدير ٤ / ٤٧٠ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٧.