سوف يطعن بهم الناس بعده؟
ج : لا توجد روايات في مصادرنا الحديثية تشير إلى مكانة أبي بكر وعمر ، وذلك لعدم وجود فضائل لهما واقعاً ، وما هو موجود في كتب أهل السنّة ، فنحن نعتقد بأنّه غير صحيح ، بل موضوع.
وأمّا ما هو موجود فيها من فضائل إمامنا علي عليهالسلام فهو أدلّ دليل على واقعية وحقيقة فضائله عليهالسلام.
ثمّ إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يضع ثقته في هؤلاء النفر لهو أوّل الكلام ، نعم هذا ما حاول أن يصوّره الخطّ الأُموي بالروايات الكثيرة التي وضعت لهذا الغرض ، عبر ما رواه رواة هذا الخطّ ، وكان من رؤوس الرواة في هذا الخطّ المنحرف عن أهل البيت عليهمالسلام عائشة ، إذ حاولت بمختلف الروايات دعم موقف أبيها وموقف عمر.
ثمّ استمر هذا الاتجاه مع الرواة الآخرين ـ كأبي هريرة ـ المدعومين من السلطة الأُموية ، فكان هؤلاء الرواة أحد أعمدة الحرب الموجّه ضدّ علي عليهالسلام وأهل البيت عليهمالسلام.
أمّا لماذا لم يطردهم رسول الله صلىاللهعليهوآله من حوله؟ فذلك لأنّ الرسول صلىاللهعليهوآله هاد ومنذر ، ولا ينبغي له صلىاللهعليهوآله أن يدفع من يؤمن به ولو ظاهراً ، بحجّة أنّه منحرف أو سينحرف ، إذ كيف سيؤمن به الآخرون ويلتحقون به ، وهذا واضح من قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : ( لا يتحدّث الناس أنّ محمّداً يقتل أصحابه ) (١) ، عندما أشير عليه بذلك في قصّة معروفة.
وإذا اعترض معترض بأنّه لماذا لا نجد روايات في بيان حقيقتهم؟ وما سيؤول إليه أمرهم ، فإنّا نقول له : توجد ولكنّها لم تنقل في كتب أهل السنّة ، لأنّها
____________
١ ـ مسند أحمد ٣ / ٣٩٣ ، صحيح البخاريّ ٤ / ١٦٠ و ٦ / ٦٦ ، صحيح مسلم ٨ / ١٩.