التقليد الجامع للشرائط أو وكيله ، والنصف الثاني من الخمس يعطى للأصناف الثلاثة الأُخرى المذكورين في الآية الشريفة من الهاشميّين بدلاً من الزكاة ، لأنّها من غيرهم تحرم عليهم ، ويسمّى هذا القسم : بسهم السادة.
فالخمس من الفرائض المؤكّدة المنصوص عليها في القرآن الكريم ، وقد ورد الاهتمام الكبير بشأنه في كثير من الروايات المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام ، وفي بعضها اللعن والويل والثبور على من يمتنع من أدائه ، وعلى من يأكله بغير استحقاق.
فمن كتاب لإمامنا المهديّ عليهالسلام قال : ( ومن أكل من أموالنا شيئاً ، فإنّما يأكل في بطنه ناراً ) (١).
وقال عليهالسلام أيضاً في كتاب آخر : ( بسم الله الرحمن الرحيم : لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على كلّ من أكل من مالنا درهماً حراماً ) (٢).
وقال عليهالسلام أيضاً : ( وأمّا المتلبّسون بأموالنا فمن استحلّ منها شيئاً فأكله ، فإنّما يأكل النيران ) (٣).
فيا ترى ، فهل يعيش برغد وسعادة من يمنع الخمس؟ وأنّى يكون ذلك وصاحب العصر والزمان عليهالسلام يدعو عليه؟ وطوبى لمن أدّى خمسه ، وشمله دعاء مولاه ، فكيف لا يسعد ولا يوفّق في حياته ، ولا يعيش بهناء في الدنيا ، وجنّات عرضها السماوات والأرض في الآخرة.
وهذا المال ممّن؟ أليس من الله سبحانه؟ فلماذا يبخل الإنسان؟
وإن قيل : إنّما هو بكدّي وعرق جبيني ، فنقول : وممّن الحول والقوّة؟ وممّن الصحّة والعافية؟ وممّن التوفيق؟ فلماذا لا نطيع ربّ العالمين؟ ولماذا البخل؟ وما قيمة المال بلغ ما بلغ؟ فكيف لو كان ذلك موجباً لدعاء صاحب الأمر عليهالسلام
____________
١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٥٢١.
٢ ـ المصدر السابق : ٥٢٢.
٣ ـ المصدر السابق : ٤٨٥.