١ ـ عن داود بن أبي صالح قال : أقبل مروان يوماً ، فوجد رجلاً واضعاً وجهه ـ جبهته ـ على القبر ، فأخذ مروان برقبته ، ثمّ قال : هل تدري ما تصنع؟
فأقبل عليه ، فإذا أبو أيّوب الأنصاريّ ، فقال : نعم جئت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم آتِ الحجر ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ( لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غير أهله ) (١).
٢ ـ عن إسماعيل بن يعقوب التيمي قال : ( كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه ، قال : وكان يصيبه الصمات ، فكان يقوم كما هو يضع خدّه على قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله ثمّ يرجع ، فعوتب في ذلك ، فقال : إنَّه ليصيبني خطرة ، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن ، فيتمرّغ فيه ويضطجع ، فقيل له في ذلك ، فقال : إنّي رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله في هذا الموضع ـ يعني في النوم ـ ) (٢).
٣ ـ روى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه رواية أبي علي بن الصوف عنه ، قال عبد الله : ( سألت أبي عن الرجل يمسُّ منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويتبرّك بمسِّه ويقبِّله ، ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى؟ قال : لابأس به ) (٣).
٤ ـ ذكر الخطيب ابن حملة : ( أنَّ عبد الله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف ، وأنَّ بلالاً رضياللهعنه وضع خدّيه عليه أيضاً.
ورأيت في كتاب العلل والسؤالات لعبد الله ابن الإمام أحمد ... ثمّ قال : ولاشكّ أنَّ الاستغراق في المحبّة يحمل على الإذن في ذلك ، والمقصود من ذلك كلّه الاحترام والتعظيم ، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف
____________
١ ـ مسند أحمد ٥ / ٤٢٢ ، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٥١٥ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢٤٥ ، الجامع الصغير ٢ / ٧٢٨ ، كنز العمّال ٦ / ٨٨ ، فيض القدير ٦ / ٥٠١ ، تاريخ مدينة دمشق ٥٧ / ٢٤٩ ، دفع الشبه عن الرسول : ١٩٩ ، سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٣٩٨ ، وفاء الوفا ٤ / ١٤٠٤.
٢ ـ وفاء الوفا ٤ / ١٤٠٦.
٣ ـ وفاء الوفا ٤ / ١٤٠٤ ، العلل ٢ / ٤٩٢ ، سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٣٩٨.