واحد بما يستحقّه ، فإنّ العدل بمعنى وضع الشيء في موضعه.
وأمّا الروايات التي فيها أجر الزائر قياساً بالحجّ ، فإليك جملة منها :
١ ـ عن محمّد بن سليمان قال : سألت أبا جعفر محمّد بن علي الرضا عليهماالسلام عن رجل حجّ حجّة الإسلام ، فدخل متمتّعاً بالعمرة إلى الحجّ ، فأعانه الله تعالى على حجّه وعمرته ، ثمّ أتى المدينة فسلّم على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ أتى أباك أمير المؤمنين عليهالسلام عارفاً بحقّه ، يعلم أنّه حجّة الله على خلقه ، وبابه الذي يؤتى منه ، فسلّم عليه ، ثمّ أتى أبا عبد الله الحسين بن علي عليهماالسلام فسلّم عليه ، ثمّ أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى عليهالسلام ، ثمّ انصرف إلى بلاده.
فلمّا كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحجّ به ، فأيّهما أفضل؟ هذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضاً فيحجّ ، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا عليهماالسلام فيسلّم عليه؟ قال عليهالسلام : ( بل يأتي خراسان فيسلّم على أبي عليهالسلام أفضل ، وليكن ذلك في رجب ... ) (١).
٢ ـ عن أبي الصلت الهروي قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : ( والله ما منّا إلاّ مقتول شهيد ) ، فقيل له : فمن يقتلك يا بن رسول الله؟
قال : ( شرّ خلق الله في زماني يقتلني بالسمّ ، ثمّ يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزّ وجلّ له أجر مائة ألف شهيد ، ومائة ألف صدّيق ، ومائة ألف حاج ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحشر في زمرتنا ، وجعل في الدرجات العلى من الجنّة رفيقنا ) (٢).
٣ ـ عن أحمد البزنطي قال : قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليهالسلام : ( أبلغ شيعتي أنّ زيارتي تعدل عند الله عزّ وجلّ ألف حجّة ).
قال : فقلت لأبي جعفر عليهالسلام ـ الإمام الجواد ـ : ألف حجّة؟
____________
١ ـ عيون أخبار الرضا ١ / ٢٨٩.
٢ ـ المصدر السابق ١ / ٢٨٧.