في شرح الارشاد للاردبيلي.
ولعله رحمهالله نقلها عن غريب ، فانها فيه في كتاب المكاسب بسند مجهول هكذا : الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابي أخي الفضيل بن يسار قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ودخلت امرأة وكنت أقرب القوم اليها الحديث (١) من غير تفاوت في المتن ، والابن المذكور مجهول غير مذكور في الرجال في باب الالقاب بالابن. وهذا أيضاً غريب ، وكونه في وقتين وبالنسبة الى امرأتين أغرب.
ولنرجع الى ما كنا فيه فنقول : إذا لم يجز المقاصة من الامانة في غير صورة التحليف ، ففي صورته أولى. وأما رواية ابراهيم بن عبد الحميد ، فمع اضطرابها في السند وجهالتها في التهذيب ، سواء كان الراوي خضر بن عمر النخعي كما في الكافي ، أو النخعي كما في التهذيب ، أو ابراهيم بن عبد الحميد كما نقله العلامة في المختلف عن الشيخ وحسنه ، وذلك أن خضر النخعي على ما فهمه رحمهالله مهمل فالسند مجهول.
وقد عرفت فيما سبق أن ابراهيم هذا مختلف فيه ، فذكره الكشي في ثلاث مواضع من كتابه من غير توثيق ووثقه الشيخ في الفهرست ، وأثبت له أصلا ثم أسنده بسنده اليه. وسكت عن قدحه ومدحه النجاشي ، الا أنه قال : له كتاب نوادر يرويه عنه جماعة ، ثم أسنده باسناده اليه.
وأنت تعرف أن الجرح مقدم على التعديل ، وخاصة إذا كان الجارح مثل الكشي وثبات قدمه ومعرفته الاحوال ونقد الرجال ، والشيخ كثيراً ما يضطرب في قبولهم ونقدهم ، كما أومأنا الى جملة منه في بعض رسائلنا ، وقد سبق ما فيه كفاية لللبيب فلا عليه كثير اعتماد في هذا الباب ، والله أعلم بالصواب.
__________________
(١) نفس المصدر.