يقر بالكفر فهو ليس بكافر ، وعلى هذا سموه فاسقاً ، وجعلوه في منزلة بين منزلتي المؤمن والكافر. ١
ذهب أبو علي الجبّائي الىٰ أن التحابط والتكفير يقعان في الطاعة والمعصية ، وقال أبو هاشم : إنهما يقعان في الثواب والعقاب. ٢ وبين القاضي عبد الجبار الاحباط والتكفير على القولين فقال : فاعلم أن المكلف لايخلو إما أن تخلص طاعاته ومعاصيه ، أو يكون قد جمع بينهما ، وإذا كان قد جمع بينهما فلا يخلو إما أن تتساوى طاعاته ومعاصيه ، أو يزيد أحدهما على الآخر ، فانه لابد من أن يسقط الأقل بالأكثر. وإن شئت أوردت ذلك على وجه آخر ، فقلت : إن المكلف لا يخلو إمّا أن يستحق من أحدهما أكثر مما يستحق من الآخر ، ولا يجوز أن يستحق من كل واحد منها قدراً واحداً ، وإذا استحق من أحدهما أكثر من الآخر فان الأقل لابد من أن يسقط بالأكثر ويزول ، وهذا هو القول بالاحباط والتكفير ، ٣ ويسمى إحباطاً إن تأخّرت المعصية ، وتكفيراً إن تأخّرت الطاعة. ٤
وقد اختلف أبو علي الجبائي وابنه أبو هاشم في كيفية وقوع الإحباط ، فقال أبو هاشم بالموازنة ، وأنكره أبو علي وكذلك ذهب إلى القول بالموازنة القاضي عبد الجبار ، وصورته أن يأتي المكلف بطاعة استحق عليها عشرة أجزاء من الثواب ، وبمعصية استحق عليها عشريق جزءاً من العقاب ، فمن مذهب أبي علي أنه يحسن من الله تعالى أن يفعل به في كل وقت عشرين جزءاً من العقاب ، ولا يثبت لما كان قد استحقه على الطاعة التي أتى بها تأثير بعدما إزداد عقابه عليه ، وقال أبو هاشم : لا بل يقبح من الله تعالى ذلك ، ولا
________________
١. راجع : المصدر السابق ص ١٣٧. |
٢. راجع : المصدر السابق ، ص ٦٢٧. |
٣. راجع : القاضي عبد الجبار ، شرح الاصول الخمسة ، ص ٦٢٤.
٤. المقداد السّيوري ، اللوامع الالهية ، ص ٣٨٨.